استيقاظ الجميلة النائمة – 3

استيقاظ الجميلة النائمة
القبردي ـ بلقار

الجزء الثالث والأخير

8. القوائم السوداء، عمليات التطهير والعمليات الخاصة

إن الأحداث التي بدأت تقع في القبردي ـ بلقار منذ عام 2002 كانت تنذر بحدوث عمليات عسكرية كتلك التي جرت في الشيشان. ففي عام 2001 شهدت منطقة ألبروز وحدها المتاخمة لجورجيا ست عمليات عسكرية كبيرة بالإضافة إلى اشتباكات مسلحة مع مجموعات أو أفراد من المجاهدين.

في شهر آذار من عام 2002 تحدث كوكوف في اجتماع عقد في وزارة الداخلية عن إعداد قوائم بأسماء متطرفين وشدد أنهم لن يتسامحوا أبدا في هذا الأمر مشيرا لوجود 400 شخص يخضع كل فرد منهم لرقابة تامة من عناصر الأمن. وقال كوكوف أنهم لن يتورعوا عن اللجوء لاستخدام كافة الأساليب بما في ذلك القتل في حال دعت الحاجة لذلك.

في عامي 2002 و2003 شرعت الحكومة بتنظيم عمليات جماعية ضد التطرف. خلال تلك الفترة أغلق العديد من الجوامع وجرت الكثير من حملات الاعتقال غير المبررة وكان يسري الحديث عن تعذيب المعتقلين أثناء التحقيق معهم وقتلهم.

في عام 2003 دخلت وحدات من الاستخبارات باشتباكات مع مجموعة في منزل يقع على بعد 20 كم من مدينة باكسان وزُعم أن شامل باساييف كان متواجدا في ذلك المنزل. إلا أن باساييف تمكن مع زوجته ورجال حمايته من الفرار رغم أن كل شبر من المنطقة كان واقع تحت حصار منيع.

بعد ذلك اعتقل خلال نفس الفترة 170 عضوا من الجماعة الإسلامية في القبردي ـ بلقار وتعرض المعتقلون للإهانة إلا أن الشكاوى التي تقدموا بها لم تلقَ آذانا صاغية.

في شهر نيسان/أبريل من عام 2004 شهدت مدينة ترناوز أول عملية اختطاف جماعية حيث اختفى ركاب حافلة عثُر عليها فيما بعد وهي تحمل آثار عيارات نارية. وبعد مرور يومين عثُر على المختطفين على قارعة الطريق قرب الحدود مع أوسيتيا الشمالية وستافروبول كراي. وذكر المختطفون أن عناصر من الاستخبارات الروسية قد اختطفتهم وقامت بتعذيبهم. وطلب من المختطفين التحقق مما إذا كان لكوكوف أية صلة تربطه بالشيشانيين الانفصاليين أو الإسلاميين في الجمهورية.

في شهر تشرين الأول/أكتوبر2003 جرت عملية خاصة في ألبروز وصرحت وزارة الداخلية أنه قتل خلالها ثمانية مجاهدين زعم أنهم أعضاء في جماعة اليرموك.

في صيف عام 2004 أغلقت ثمانية جوامع خلال فترات زمنية متقاربة بأمر من الحكومة إلا أن أعضاء الجماعة شرعوا بالتجمع وأداء الصلاة أمام الجوامع المغلقة.

في شهر أيلول اختطف رسول تساكوييف من قرية حسانيه وبعد ثلاثة أيام عثر عليه مرميا في إحدى المناطق وعلى جسده آثار تعذيب. وقد توفي تساكوييف مما أثار غضبا جماعيا كبيرا في نالتشك.

اجتمع موسى موكوجييف برئيس الوزراء ووزير الداخلية ونائب الادعاء العام في مبنى الحكومة وقد طلب خلال اللقاء وقف الضغوط الممارسة على أفراد الجماعة وإعادة فتح الجوامع. من جهتهم طلب ممثلو الحكومة بتوقف أعضاء الجماعة عن التدخل بالشؤون السياسية والانضمام لدائرة الشؤون الدينية الرسمية. وانتهى أول اجتماع عقد بين طرفي النزاع بالإخفاق.

في عام 2005 شرع أعضاء الأمن شن عملياتهم علنا. وتواصلت حملات عناصر وزارة الداخلية ضد المسلمين وازدادت قوة.

أسفرت الصدامات المستمرة بين عناصر قوات الأمن والمجموعات المعارضة طيلة عام 2005 لوقوع عشرات الضحايا من كلا الجانبين.

نشر موقع قفقاس سنتر بيانا لجماعة اليرموك حذر من شن عملية عسكرية وطلب من المدنيين الابتعاد عن أماكن تواجد عناصر الأمن كي لا يقعوا ضحية في العملية المرتقبة كما دعى البيان عناصر الأمن للفرار قبل فوات الأوان.

نالتشك 13 تشرين الأول/أكتوبر2005

اقتحمت مجموعة قليلة العدد من المقاتلين 18 مبنى تابع لوحدات الأمن والادعاء العام. وقتل يومي 13-14 تشرين الأول/أكتوبر 35 شرطيا من وحدات أمنية مختلفة إضافة إلى 12 مدنيا و37 من المقتحمين. كان معظم الذين  شاركوا في العملية أشخاص لم يتلقوا أي تدريب عسكري. وبعد تاريخ 13 تشرين الأول/أكتوبر تواصلت فترة الضغوط التي لا ترحم وبدأت عمليات اعتقال جماعية وتطهير وكان يُقال بأن الأشخاص الذين يعتقلون كانوا يتوفون أثناء التحقيق معهم. كما وصلت أخبار تتحدث عن إعداد قوائم جديدة (للمطلوبين).

حاليا يوجد في سجون القبردي ـ بلقار أكثر من 90 شخصا يوجه لهم الادعاء العام تهما بالإرهاب.

يمكن معرفة الوضع الحالي للجماعة من تصريحات موكوجييف وأستميروف بعد أحداث نالتشك.

بدأت الجماعة الإسلامية في القبردي ـ بلقار تنحل أثناء فترة اتخاذ القرار بشن عملية عسكرية فقد خرجت حينها مجموعة من أعضاء الجماعة عن أمر أمراء الجماعة. وتشكلت في منطقة القبردي ـ بلقار مجموعات عسكرية لها قادتها الذين يرتبطون مع بعضهم البعض بصلات وثيقة ويجتمعون للشورى عند اتخاذ القرارات الهامة. كما تتصل الجماعات العسكرية مع حركات المقاومة في الجمهوريات الأخرى وهي تعتبر نفسها جزءا من "جبهة القفقاس" وتحظى بدعم فئات مختلفة من المجتمع بما في ذلك الأمن والحكومة.

يوجد حاليا أمر فدرالي بإلقاء القبض عن موكوجييف وأستميروف وتم رصد جائزة مالية كبيرة لمن يعثر عليهما، إلا أن قوات الاستخبارات المختلفة في الفدرالية الروسية لم تتمكن حتى الآن ورغم مرور عامين (كانون الأول/ديسمبر2004) من إلقاء القبض عليهما الأمر الذي يمكن اعتباره مؤشرا على الدعم الكبير الذي تحظى به حركة المقاومة من شعب القبردي ـ بلقار ومن جمهوريات شمال القفقاس الأخرى.

المصدر:

The Jamestown Foundation, Washington DC, May 21

نقلتها إلى العربية باختصار وكالة أنباء القفقاس

&#