استيقاظ الجميلة النائمة
القبردي ـ بلقار
الجزء الثاني
6. أهم الشخصيات في الجماعة الإسلامية في القبردي ـ بلقار
موسى موكوجييف: يبلغ من العمر 40 عاما كان في نهاية التسعينيات ولعدة أسباب أحد أبرز الشخصيات الفاعلة على الساحة السياسية وهو يتمتع بنفوذ قوي بين الشبان وقد انتُخب عام 1998 أميرا للجماعة الإسلامية منذ تشكيلها.
أنهى تعليمه في الإدارة الدينية عام 1992 ومن ثم في المعهد الإسلامي بنالتشك وبعد ذلك أجرى دورة في الأردن.
عام 1994 ترأس موكوجييف المركز الإسلامي التابع للإدارة الدينية وفي عام 1997 أصبح إماما وخطيبا في الجامع الواقع بمنطقة فولني أول. وكانت صلوات الجمعة التي يؤمها تحظى بشعبية واسعة بين الشبان لدرجة أن المسجد لم يكن يتسع للمصلين.
تعرض المسجد الذي كان يؤمه موكوجييف للكثير من عمليات التطهير لدرجة أن عناصر الأمن كانت تعتقل المصلين بالقوة أثناء صلاتهم. وفي نهاية المطاف أغلق الجامع عام 2004 بموجب حكم قضائي.
يوجه الادعاء العام للفدرالية الروسية تهما لموسى موكوجييف بالتورط ببعض الأعمال الإرهابية، كما تتهمه عناصر الأمن بالقبردي ـ بلقار بإقامة علاقات مع القادة الميدانيين الشيشانيين إلا أن المحكمة لم تتمكن من إثبات أي من هذه التهم.
في كافة تصريحاته التي نشرتها وسائل الإعلام أعرب موكوجييف عن معارضته القاطعة لاندلاع حرب في القبردي ـ بلقار. كما صرح ولعدة مرات عامي 2004 ـ 2005 أنه ضبط بصعوبة أفراد الجماعة عن القيام بثورة بسبب الضغوط التي تمارسها عليهم عناصر الأمن والحكومة.
في شهر أيار/مايو 2005 أشاع فرع الاستخبارات الروسية الـ إف إس بي في القبردي ـ بلقار أخبارا حول نشوب خلافات بين زعماء الجماعة الإسلامية وصلت لحد قتل أستميروف لموكوجييف حسب ما زعمت. أعرب موسى موكوجييف في حوار صحفي أجريته معه صيف عام 2005 عن معارضته لاندلاع حرب في الجمهورية لكن كان يبدو من وراء كلماته أن هذا الأمر موضع نقاش حامي الوطيس وبأنه لم يعد بحوزة الأمير سوى القليل من الحجج لمنع تطور الأحداث بشكل غير سلمي.
أنزور أستميروف: يبلغ من العمر 31 عاما ولقبه العسكري سيف الله وهو من سلالة النبلاء إذ تحتل عائلة أستميروف مراتب مرتفعة على لائحة الأسر القبردي النبيلة. حصل على تعليمه الديني في جامعة الرياض بالمملكة العربية السعودية وشارك في الحربين الأولى والثانية في الشيشان وعمل صحفيا لدى عودته إلى نالتشك.
أنزور أستميروف هو مساعد وصديق موسى موكوجييف زعيم الجماعة الإسلامية في القبردي ـ بلقار واعتقل كليهما عام 2001 بتهمة تخطيط وتنفيذ عمل إرهابي وبقيا محتجزين في سجن بيلي ليبيد الواقع في بتيغورسك لمدة شهرين.
وقد نظر في دعواهما كبير قضاة التحقيق الفدرالي في شمال القفقاس إيغور تكاتشيف. وكان يجب أن تكون تلك الدعوى من كبرى دعاوى الادعاء العام فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وأن تثير صدى واسعا إلا أن الإدعاء العام لم يتمكن من إثبات تورط موكوجييف وأستميروف فبت بالدعوى على نحو غير متوقع…
بعد إطلاق سراحهما ساهم أستميروف بتأسيس معهد البحوث الإسلامية في نالتشك. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر 2005 تم تعيينه قائدا للجبهة القفقاسية في القبردي ـ بلقار ليتخصص في مجال تنظيم العمليات العسكرية الكبرى.
أعلن أنزور أستميروف مسؤوليته عن تنظيم الهجوم الذي استهدف شعبة مكافحة المخدرات بنالتشك شهر كانون الأول/ديسمبر 2004. وقد تم العثور لاحقا في أنغوشيا على قسم من الأسلحة التي حصل عليها منفذو الهجوم واستخدم جزء منها في هجمات 13 تشرين الأول/أكتوبر 2005 التي خطط لها أستميروف.
رسول كوداييف: يبلغ من العمر 33 عاما وهو على اطلاع واسع بالعلوم الإسلامية لدرجة أنه يمكن تلقيبه في القفقاس بالشيخ. وهنا يجب القول أنه يوجد في القبردي ـ بلقار شخصان يحملان هذا الاسم أحدهما أسير سابق في غوانتانامو يقبع الآن في سجن بنالتشك بحجة ترؤسه إحدى المجموعات التي شاركت في هجمات 13 تشرين الأول/أكتوبر. وهذا الشخص ليس من زعماء الجماعة الإسلامية والشخص الذي نتحدث عنه هنا هو رسول كوداييف أحد زعماء الجماعة.
درس رسول كوداييف في المدرسة الإسلامية ومن ثم في المعهد الإسلامي الذي افتتح في بنية الإدارة الدينية سنة 1992 في نالتشك.
وبتوجيه من الإدارة الدينية أنهى كوداييف دراسته في معهد لتدريس العربية وتخرج عام 2000 من قسم العلوم الإسلامية في جامعة محمد سعود في الرياض التي تعتبر إحدى أبرز جامعات المملكة. بين عامي 2000 و2002 أصبح كوداييف يدرس العلوم الإسلامية في الأكاديمية السعودية بموسكو. وبعد عودته إلى نالتشك أصبح يحاضر في الندوات والمحاضرات المتعلقة بالعلوم الإسلامية كما أصبح إماما في عدة مساجد. وكان كوداييف أحد مؤسسي معهد العلوم الإسلامية في القبردي ـ بلقار إلى جانب موكوجييف وأستميروف وناخوشييف.
بإلحاح من رفاقه في الجماعة الإسلامية غادر رسول كوداييف البلاد صيف عام 2004 وكان ملاحقا على الدوام من الأمن الروسي. وحسب ما تدعيه الاستخبارات الروسية فإن كوداييف لم يعد إلى نالتشك لكنه لم يقطع صلاته بالجماعة الإسلامية.
روسلان ناخوشييف: يبلغ من العمر 49 عاما أنهى دراسته بنجاح في أكاديمية الـ كي غي بي واستقال برغبته من رتبة رائد. في عام 2001 حصل تقارب بينه وبين زعماء الجماعة الإسلامية وساعدهم في حل بعض المسائل القانونية وكان رئيس ومؤسس معهد البحوث الإسلامية.
في الفترة التي تعرض فيها أعضاء الجماعة الإسلامية للضغوط وقف ناخوشييف إلى جانب الشباب المسلم على الدوام، وبعد هجمات تشرين الأول/أكتوبر اتهمه الإدعاء العام والأمن بالإرهاب والتشجيع على الإرهاب والمشاركة به. وقد اختفى روسلان ناخوشييف عقب أول تحقيق أجرته معه الاستخبارات الروسية الـ إف إس بي في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2005.
تزعم وزارة الداخلية والـ إف إس بي أن ناخوشييف فر من القضاء ويجري البحث عنه بتهمة تورطه بأحداث نالتشك، إ&#