في ذكرى استشهاد دوداييف… ’كلنا معا جوهر!‘

في ذكرى استشهاد دوداييف… ’كلنا معا جوهر!‘ 

يصادف الحادي والعشرين من نيسان/أبريل لهذا العام الذكرى السنوية الثانية عشر لاستشهاد زعيم الحرية الشيشاني جوهر دوداييف. بهذه المناسبة نعيد نشر ما خطته زوجته أللا دوداييفا سنة 2006 في ذكرى هذا اليوم:

فارس الحرية 

إنه الحادي والعشرين من شهر نيسان/أبريل لعام 1996. إنه اليوم الذي شهدت فيه قرية غيخي ـ تشو الجبلية فقدان أحد أبرز معالم الشعب الشيشاني في تاريخه الحديث: جوهر دوداييف. لقد كان يوما ربيعيا ذلك اليوم الذي سقط فيه أول رئيس لجمهورية الشيشان ـ إتشكيريا على أرض الوطن لتحتضنه الجبال وليرحل مغادرا إلى ديار الخلد. عندما سقط دوداييف اسودت الأعشاب الخضر واصطبغت الأزهار البيض بلون الدماء واحتضنته الجبال والغابات وكل شبر من أرض الشيشان التي أخفته طويلا. 

اللعنة على الخيانة التي أودت بحياة جوهر! لقد استخدمت حكومة الدولة الكبيرة برئاسة يلتسن أحدث تقنيات الأقمار الصناعية للقضاء على الرئيس الشيشاني ’المتمرد‘. لكنه وهو المخلص لأرواح أجداده ابتسم لهم ولم يخف من الموت! فأعلى مرتبات الشرف بالنسبة له كانت الموت في سبيل حرية الوطن. لقد كان محبا لوطنه الذي ضحى لأجله ومعجبا ببسالة المقاتلين الشيشان وكان يقول أن "الواحد منهم يساوي ألفا" وكان محقا بذلك. 

ولكم كان يحزن عندما يرى الخونة وكان يقول منفعلا "إنهم ليسوا شيشانين فالشيشانيون الحقيقيون لا يبيعون أمهاتهم ولا يبيعون وطنهم المنهك." 

لقد ساعدوا هم في قتله. لكن هل يمكن حقا قتل جوهر رمز الحرية لجميع الشعوب المسحوقة؟ لقد أطلق اسمه على العشرات من الشوارع والساحات في العالم. إن دماء النساء والأطفال الذين قتلتهم القنابل وسحقتهم الدبابات والمعتقلين الذين عذبوا في مخيمات الاعتقال والأبرياء الذين قتلوا بلا ذنب كلهم يصرخون مطالبين بالثأر لهم! 

"إن ذلك الذي أريق ليس ماء بل هو دم…" انظروا إلى ليتوانيا ولاتفيا وأستونيا وجورجيا وأوكرانيا، هناك حيث تعلو قفقاسيا الشهيرة والقديمة!" 

لقد قضت الأكاذيب والشرور على الإمبراطورية الروسية. إن أيام العابرين الذين التجئوا في ملاجئ من البيتون في مدينة جوهر الجليلة قد باتت معدودة. "وأنتم أيضا يا من تعيشون زمانكم كالهوام التي تدب على الأرض لن تروَ عنكم الحكايا ولن تنشد لكم الأغاني". لكن جوهر سيعود بالتأكيد… سيعود إذا ما بذلنا مثله كل ما بوسعنا لتحقيق النصر، وإذا ما تمكنا من إيجاد المعجزة وتحقيق ما لا يمكن تحقيقه. إنه لم يحب الشيشانين ولم يثق بهم عبثا. لقد كان يخاطبهم بافتخار قائلا ’أيها الشعب المحترم!‘. والآن ها قد جاء دورنا… كلنا معا جوهر!

أللا دوداييفا