الأديغيون بين التأييد والمعارضة لعودة المهجر الشركسي

الأديغيون بين التأييد والمعارضة لعودة المهجر الشركسيمايكوب/وكالة أنباء القفقاس ـ تباينت آراء الأديغيين بشأن عودة المهجر الشركسي من سورية إلى الوطن الأم. ففي حين عبر البعض عن دعمه للعودة عبر البعض الآخر عن مخاوفه من أن تؤثر عودة أبناء المهجر من سورية على الوضع الاقتصادي للبلاد.

وكان رئيس اتحاد السلام الأديغي نالبي تشيوتشيف من المؤيدين للعودة ودعى إلى تقديم جميع أشكال الدعم لمساعدة شراكسة سورية على العودة إلى الوطن بسبب الأوضاع المتأزمة هناك.

كما أشار عضو البرلمان الأديغي إيفان بورموتوف إلى اتخاذ البرلمان في 28 كانون الأول/ديسمبر 2011 قرارا بالإجماع ينص على مد يد العون للمهجر الشركسي مشيرا إلى استعداد جمهورية الأديغي إلى استقبال 100 ألف عائلة شركسية من سورية ومنحها معونات مالية من المخصصات الفدرالية تصل إلى 5 مليون روبل لكل عائلة.

آراء الشارع

إلا أن آراء الشارع كانت مغايرة حيث تساءل أحد سكان قرية مافحابله لماذا لم يرجع المهجر الشركسي إلى وطنه عندما كانت الأوضاع على ما يرام في سورية. كما أثار علامات استفهام حول أسباب طرح الإدارة الأديغية هذا الموضوع بقوله: "لا أعتقد أن بين العائدين فقراء فلو كان الأمر كذلك لما تحمست إدارة الأديغي لإعادتهم. إن جل ما يهمها هو الموارد التي ستحصل عليها من الميزانية الفدرالية".

وقالت طالبة في جامعة الأديغي الحكومية إنها تؤيد مساعدة الشراكسة على العودة لكنها عبرت في ذات الوقت عن قلقها من أن يؤثر ذلك على حياة المواطنين البسطاء مشيرة إلى أن الدولة ستضطر إلى تخصيص جزء ليس باليسير من الموارد الفدرالية ومن مواردها الخاصة لبناء منازل سكنية للعائدين وتوطينهم وتلبية احتياجاتهم الأخرى حسب قولها.

إلى جانب هذه الأصوات كانت هناك أصوات مؤيدية حيث شدد أحد المواطنين على ضرورة مساعدة الشراكسة بعضهم بعضا. وأضاف أن ذلك سيؤدي إلى تزايد أعداد الأديغي في الجمهورية وهو ما قد يحوله الروس إلى مشكلة.

من جهته قال مواطن آخر إنه لا يعتقد أن تؤدي عودة الشراكسة إلى أية مشاكل رغم اختلاف البيئة التي نشأ وترعرع فيها شراكسة المهجر مشيرا إلى أن عودة شراكسة كوسوفو إبان اندلاع حرب البلقان لم تولد مشاكلا تذكر.

يشار إلى أن 115 من شراكسة سورية تقدموا بتاريخ 25 كانون الأول/ديسمبر 2011 للإدارة الروسية وإدارة الأديغي بطلب مساعدتهم في العودة إلى الوطن. وفي 28 من ذات الشهر وجهت مجموعة أخرى من 57 شركسيا طلبا مماثلا.