البلقاريون يستذكرون آلام الماضي ومشاكل الحاضرنالتشك/وكالة أنباء القفقاس ـ أحيى البلقاريون في الثامن من الشهر الجاري الذكرى السنوية السادسة والستين لتهجيرهم من أوطانهم إلى آسيا الوسطى عام 1944 وما كابدوه من آلام لم تندمل آثارها حتى الآن.
وقال رئيس "هيئة شيوخ الشعب البلقاري" اسماعيل سابانتشيف في كلمة ألقاها أمام حوالي 500 شخص تجمعوا عند نصب التهجير في العاصمة نالتشك إن هدف عملية التهجير كان توسيع رقعة الأراضي الجورجية مستشهدا على ذلك بإلحاق منطقة بريألبروز بجورجيا.
وأكد سابانتشيف أنه ورغم مضي كل هذه الفترة لم تتم بعد إعادة تأهيل البلقاريين حيث أنهم محرومون في العديد من الوحدات السكنية التي يقطنوها من الأراضي الرعوية لتربية المواشي وذلك بسبب القانون المتعلق بالمناطق الواقعة بين القرى. كما أشار أيضا لانتهاك الحقوق الدستورية للقاطنين في بلدتي حسانيه وبيلايا ريتشكا بسبب تغيير وضع البلدتين مردفا: "بالنتيجة فإن المعارضين لإعادة تشكيل مناطق البلقار يزعمون أن أعدادنا قليلة لإعادة تشكيل المناطق السابقة لبلقاريا. إن فصل حسانيه وبيلايا ريتشكا بالإكراه وإلحاقهما بنالتشك يهدف إلى الحيلولة دون إعادة تشكيل منطقة خولامو ـ بيزينغييفسك".
وكان من اللافت توجيه نائب الدوما ميخائيل زاليخانوف، الذي أثار جدلا واسعا بسبب إلقاءه اللوم على القبرديين بخصوص قانون الأراضي، تلغرافا دعى فيه لعدم الخوض في مواضيع سياسية أثناء إحياء ذكرى التهجير.
هذا وقد أقر المشاركون بالإجماع توكيل هيئة شيوخ الشعب البلقاري ومنظمة بلقاريا المدنية بمهمة متابعة شئون وقضايا البلقاريين.
كما تقرر أيضا قيام هيئة شيوخ الشعب البلقاري ببحث "سبل حل المشاكل المتراكمة" التي يعاني منها البلقاريون مع الممثل الخاص للرئاسة الروسية في منطقة شمال القفقاس الفدرالية الكسندر خلوبونين.
تهجير البلقار
هُجر البلقاريون إلى جانب عدد من الشعوب القفقاسية كالشيشان والأنغوش والقرشاي بأمر من الديكتاتور السوفيتي جوزيف ستالين بتهمة تعاونهم مع ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية. وفي الثامن من آذار/مارس 1944 وخلال ساعتين فقط أخرجت تلك الشعوب من منازلها وأركبت قطارات ساقتهم إلى آسيا الوسطى. وقد تم آنذاك تهجير 37.713 بلقاري 50% منهم أطفال و30% نساء و18% شيوخ مسنون ورجال أصيبوا خلال مشاركتهم في الحرب. واستمرت رحلة التهجير 18 يوما توفي خلالها 562 شخصا. وبعد ثلاثة عشر عاما قضوها في المهجر عاد البلقاريون إلى ديارهم إثر صدور عفو نيكيتا خروشتشيف.