’التهجير علم الشيشانيين البقاء أحرارا‘
ستراسبورغ/وكالة أنباء القفقاس ـ وجه رئيس برلمان جمهورية الشيشان ـ إتشكيريا جالودي ساراليابوف خطابا خطيا للشعب الشيشاني بمناسبة مرور الذكرى الرابعة والستين لتهجير ستالين الشعبين الشيشاني والانغوشي من أوطانهم بتاريخ 23 شباط/فبراير 1944.
وأكد الخطاب على أن السياسات الروسية بإبادة الشعوب الحرة الأبية لم تتغير أبدا وبأن الشيشان عاشت مع روسيا طيلة القرون الماضية سنوات مليئة بالمآسي مما دفعها للمسارعة بإعلان استقلالها فور انحلال الاتحاد السوفيتي. وجاء في نص الخطاب ما يلي:
"أيها المواطنون! يصادف هذا اليوم الذكرى السنوية الرابعة والستين لذالك اليوم البارد من شهر شباط الذي هجر فيه طغاة ستالين مئات الألوف من الشيشانيين ومن أشقائنا الانغوش خلال ساعة واحدة. لقد قام حاصر أولئك الطغاة الذين قدموا للقرى من أجل ’قضاء العطلة‘ والذين كانوا مدججين بالسلاح القرى وأجبروا سكانها على ركوب عربات القطار الضيقة وهجروهم إلى آسيا الوسطى. وكما نعرف جميعا فإن التهجير ترافق بأعمال وحشية فظيعة وتصرفات عديمة الرحمة حيث حرق المئات بل الألوف من مواطنينا رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، حرقوا أحياء وأغرق بعضهم في البحيرات الجليدية في الجبال. لقد اختفوا وقتلوا.
نحن لا نعرف هذه الأحداث المأساوية إلا عبر الكثير مما كتبت عنها ومما رواه لنا آباؤنا الذين عاشوا التهجير. وبحديثهم لنا عن تجربتهم في تلك الفترة العصيبة أبلغا أجدادنا حقيقة مفادها أنه لا يجب أبدا الوثوق بروسيا ومسؤوليها لأن العلاقات بين روسيا والشيشان والتاريخ بينهما خلال القرون الماضية هو تاريخ كارثة وحرب وإبادة لشعبنا. لهذا السبب على الأخص يمكن تفسير اختيار شعبنا وبإصرار طريق الاستقلال عن الإمبراطورية الروسية الدموية بعد انحلال الاتحاد السوفيتي عام 1991. لقد أظهرت روسيا بعد فترة قصيرة جدا من إعلانها ’طريق الديمقراطية الجديد‘ وحق الشعوب في تقرير المصير بأن أي ثورة وأي بروسترويكا لن تغير من جوهر الإمبراطورية الروسية وبأن روسيا ستبقى سجنا للشعوب كما كانت عليه. لقد أعلنت موسكو عام 1994 الحرب على دولة الشيشان المستقلة وهذه الحرب التي لا تزال مستمرة حتى الآن لا تقضي على شعبنا وطبيعتنا وثقافتنا فحسب بل تقضي أيضا على روح الجماعة التي كانت موجودة سابقا بين أفراد الفئة العرقية الواحدة وعلى ديننا وعاداتنا.
هذه الحرب التي جلبت آلاما رهيبة للأراضي الشيشانية تظهر مرة أخرى أن مستقبل شعبنا وإعادة إحيائه وأمله بالنور لا يمكن أن يتحقق إلا داخل دولته المستقلة. لهذا السبب ناضل شعبنا ولا يزال يناضل بمساعدة الآلاف من خيرة فتيات وفتيان أشقائنا القفقاسيين. وبإذن الله لن يذهب النضال الذي نخوضه على درب الله من أجل شرف وحرية الوطن سدى، ولن تضيع تضحيات شعبنا الذي عانى الكثير من الآلام بل ستجلب لنا تلك التضحيات الحرية والحياة اللائقة.
إننا اليوم لا نحيي ذكرى ضحايا تهجير 23 شباط 1944 فقط بل يجب علينا في هذا اليوم أن نذكر بإجلال أجدادنا الذين علمونا العيش أحرارا وعدم الركوع للعدو مهما كان قويا وبلا رحمة، أجدادنا الذين أوصونا بحماية شرفنا وعاداتنا الجميلة. وطالما بقي هذا الشعور موجودا بيننا وبينهم لن يقهرنا أي عدو ولن يحيدنا عن درب الحرية أبدا! الله أكبر!"
تهجير 1944