تهجير 1944، آلام لا تنسى…جهار قلعة/لندن/موسكو/وكالة أنباء القفقاس ـ أحيت شعوب الوايناخ الذكرى السنوية الخامسة والستين لتهجيرها الجماعي من وطنها الأم بتاريخ 23 شباط/فبراير 1944 إلى آسيا الوسطى وسيبيريا. ونظمت بهذه المناسبة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري العديد من الفعاليات المختلفة في الوطن الأم وفي المهجر.
ففي الشيشان تليت الأدعية في كافة الجوامع وقام البعض بذبح القرابين وتوزيعها على الفقراء. وفي العاصمة الأنغوشية السابقة نازران نظمت تظاهرة بمشاركة المواطنين والمنظمات الأهلية وبعض المسؤولين.
أما في موسكو فتظاهر نحو أربعين شخصا قرب متحف ساخاروف وأشعلوا الشموع ووقفوا دقيقة صمت حدادا على أرواح الضحايا. وتلا المتظاهرون بصوت عال بعض الوثائق المتعلقة بالتهجير كما رفعوا لافتات كتبت عليها عبارات على نحو "شعوب روسيا هي غناها"، "روسيا بلا ظلم"، "الحرب في الشيشان تحولت إلى حرب ضد شعبها"، "ظلم قاديروف؛ صفحة جديدة من مأساة الشعب الشيشاني". وتفرقوا من ثم تفرق دون وقوع مشاكل أو صدامات مع الشرطة.
وفي مدينة سانت بطرسبرغ العاصمة الثقافية لروسيا أقامت المنظمة الروسية لحقوق الإنسان ميموريال برنامجا خاصا قام خلاله العشرات بوضع إكليل من الزهور على نصب ضحايا التهجير. وتحدث قسطنطين دانيلين من منظمة "دفاع" قائلا: "المهم هو عدم تكرر مثل هذه الحادثة مرة أخرى، بسببها تجمع اليوم الكثير من الأشخاص يمثلون أجيالا مختلفة".
أما المنتدى الدولي لجمعية الشيشان المدنية فنشرت بيانا حمل توقيع أكثر من ثلاثين شخصا نقلت خلاله بعض الصفحات السوداء للتهجير الذي قضى فيه أشجع وأفضل أبناء الشعب الشيشاني. وجاء في البيان: "بتاريخ 23 شباط 1944 قتل الجنود السوفييت 86 شيشانيا في قرية يالخروف الجبلية، وفي منطقة نوغاي يورت صُب البنزين فوق الشيشانيين وأحرقوا أحياء. وفي منطقة تارغيمسكو اسينسكي الجبلية في أنغوشيا أحرق أشخاص مرضى ومسنين. وفي 27 شباط 1944 أحرق الجنود في قرية خيباخ أكثر من 700 شخص معظمهم من الأطفال والنساء والمسنين".
ونظم منتدى السلام الشيشاني بمناسبة التهجير فعاليات مشابهة حيث عقد في لندن اجتماعا بعنوان "الشيشان: الحرب المنسية" ترأسه مراد الشيشاني المعروف بدراساته حول التيارات الإسلامية. وحضر الاجتماع رئيس وزراء جمهورية الشيشان ـ إتشكيريا أحمد زاكاييف ورئيس منتدى السلام الشيشاني إيفار أمودسيم وأرملة عميل الاستخبارات الروسية السابق الذي اغتيل بالسم في لندن مارينا ليتفينكو ورئيس المركز الأوروبي للدفاع عن حقوق الإنسان البروفيسور بيل داورينغ.
كما أحيى اللاجئون الشيشان والأنغوش في العاصمة الفنلندية هلسنكي ذكرى تهجيرهم من أوطانهم بفعاليات مشابهة.