نفض الغبار عن الخلاف الحدودي القديم بين الشيشان وأنغوشياجهار قلعة/وكالة أنباء القفقاس ـ عادت مسألة الخلاف الحدودي التي بقيت مجمدة لفترة طويلة بين جمهوريتي أنغوشيا والشيشان، المنحدرتين من عرق واحد ويجمعهما دين واحد، تطفو على السطح مجددا.
فقد طُرحت قضية منطقتي سونجين ومالغوبيك الحدوديتين المختلف عليهما مع الجارة أنغوشيا خلال اجتماع عقده ممثلون عن أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني وأعضاء المجلس المدني ومسؤولون حكوميون في مبنى وحدة حقوق الإنسان بالعاصمة جهار قلعة. وأكد المشاركون على أن هاتين المنطقتين، اللتين أصبحتا ضمن الحدود الأنغوشية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وحل منطقة الشيشان ـ أنغوشيا عام 1991، هما منطقتان شيشانيتان وأن ضمهما لأنغوشيا دون وجود اتفاق مبرم بين الجانبين بهذا الخصوص هو أمر لا يمكن قبوله.
ولفت مسؤول حقوق الإنسان الشيشاني نوردي نوحجييف إلى الانتخابات المحلية التي ستجري في الشيشان شهر تشرين الأول/أكتوبر 2009 قائلا: "يجب ترسيم الحدود الإدارية مع جمهورية أنغوشيا حتى ذلك الوقت إننا ندرك أن الموضوع الذي نتناوله حساس للغاية إلا أن المجتمع المدني في بلدنا يريد من الحكومة إيجاد حل عادل لهذه المسألة".
من جانبه شدد رئيس فرع حزب روسيا العادلة في الشيشان عيسى حجي مرادوف على ضرورة أخذ وضع حدود الجمهوريتين التي كانت موجودة لدى توحيدهما عام 1934 بعين الاعتبار مشيرا إلى أن المنطقتين المذكورتين كانتا آنذاك واقعتان ضمن الحدود الشيشانية. ورأى حجي مرادوف أن النظر لهذه المسألة من زاوية أخرى لن يفيد إلا بتعقيد الأمر أكثر، كما زعم أنه لن يكون ممكنا التوصل لحل عادل لمشكلة منطقة بريغورودني المختلف عليها بين أنغوشيا وأوسيتيا الشمالية دون التوصل إلى حل عادل لهذه المشكلة. وقال حجي مرادوف إن الحكومة الفدرالية تتحمل جزءا من مشكلة عدم الوضوح حول الحدود الشيشانية ـ الأنغوشية داعيا موسكو للتصرف بشكل مسؤول والمشاركة بعملية حل الخلاف.
كما تحدث أستاذ التاريخ الشيشاني البروفسور أدلان ميجيوف قائلا: "يجب إحلال العدالة في كل شيء. يجب أن تكون أرضنا لنا وأرض الأنغوش للأنغوش ولا شيء أكثر من هذا".
وفي ختام الاجتماع وجه المشاركون رسالة للإدارة الشيشانية والرئيس والحكومة الروسية ومجلس الدوما.
أنغوشيا تدعي الأحقية
وتختلف وجهة نظر أنغوشيا التي ترى أن منطقتي سونجين ومالغوبيك بالإضافة إلى بلدة دافيدينكو الواقعة في منطقة أتشخوي مارتان تقع ضمن حدودها. وكان الرئيس الأنغوشي الجديد يونس بيك يفكوروف، وهو من مواليد منطقة بريغورودني المختلف عليها مع أوسيتيا الشمالية، قد وعد بالعمل على حل الخلافات الحدودية مع الجمهوريات المجاورة.