الأديغة يتحدون تحت لواء منظمة واحدة للدفاع عن أبخازيا
شركسك/وكالة أنباء القفقاس ـ أعلن المتطوعون الذين شاركوا في الحرب الجورجية ـ الأبخازية (1992ـ1993) دفاعا عن أبخازيا توحيد صفوفهم تحت راية منظمة جديدة تحمل اسم "متطوعي حرب الوطن أبخازيا 1992ـ1993 ـ وحدات المحاربين القدامى".
وستضم المنظمة الجديدة المنظمات الأخرى التي أسسها المحاربون القدامى الذين تطوعوا للمشاركة في الحرب من جمهوريات الأديغي والقرشاي ـ شركس والقبردي ـ بلقار وأبخازيا.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر على الساحة القفقاسية وعلى الأخص بين جورجيا وجمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الساعيتين لانتزاع اعتراف دولي باستقلالهما من جهة، وبين جورجيا وروسيا من جهة أخرى خصوصا مع إعلان الأخيرة عزمها تطوير علاقاتها مع هاتين الجمهوريتين وإرسال تعزيزات عسكرية لقواتها المتواجدة هناك.
وجاء الإعلان عن تأسيس المنظمة الجديدة في مؤتمر طارئ عقدته في السادس والعشرين من نيسان/أبريل الماضي في شركسك (عاصمة جمهورية القرشاي ـ شركس) منظمات "متطوعي حرب الوطن أبخازيا" التي تأسست في جمهوريات الأديغي والقرشاي ـ شركس والقبردي ـ بلقار وأبخازيا.
وقال زاور بوروف أحد منظمي المؤتمر ـ وهو قبرديني ـ أنهم اختاروا شركسك مكانا لإقامة المؤتمر بسبب سهولة الوصول إليها بالنسبة للقادمين من الشرق ومن الغرب وعلق على ولادة المنظمة الجديدة قائلا: "إنها ليست سوى الخطوة الأولى لاتحاد المتطوعين من الأديغي والقبردي ـ بلقار وأبخازيا والقرشاي ـ شركس. بالإضافة إلى ذلك فإن قازاق دون وتيريك ـ غريبين ومتطوعي أوسيتيا الشمالية والجنوبية مستعدون هم أيضا للانضمام للمنظمة ناهيك عن أن رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوارد كوكويتي وبعض نواب برلمان أوسيتيا الشمالية دعموا أيضا فكرة تأسيس المنظمة".
كما أكد أحد المشاركين ويدعى أنزور غلووف ضرورة تأسيس مثل هذه المنظمة شارحا: "إن توحيد المنظمات المشتتة كان أمرا ضروريا منذ أمد بعيد وكان يجري الحديث دوما عن ذلك. وإن الأمر الذي عجل عملية اتحاد قوى وحدات المتطوعين في شمال القفقاس وأبخازيا كانت فعاليات جورجيا في منطقة النزاع خلال السنة الأخيرة الماضية. إذا ما كان لجورجيا أصدقاء في الغرب فإن لأبخازيا أصدقاؤها أيضا وقد آن الأوان لاتحادهم وتشكيلهم مركز تنسيق واحد".
الأهداف
وأعلنت المنظمة الوليدة أنها لن تتدخل بالبنية السياسية لأي جمهورية معددة أهدافها على النحو التالي:
· مساعدة عائلات المتطوعين الذي قتلوا خلال الحرب أو أصيبوا بعاهات مستديمة
· الدعوة لإقامة علاقات صداقة وتعاون بين الشعوب القفقاسية وشعوب جنوبي روسيا
· التعاون مع أعضاء الحكومة المحلية والفدرالية لمحاربة الإرهاب والتصدي للتطرف الديني والسياسي والقومي
· طرح مقترحات للحيلولة دون ظهور خلافات قومية أو دينية
· توطيد العلاقات الثقافية والاقتصادية بين جنوبي روسيا وأبخازيا عبر تطوير اتفاقيات تجارية واتفاقيات في مجال المنظمات الأهلية
المنظمة لن تتدخل بالشؤون السياسية بحال من الأحوال
ودافع إبراهيم ياغان من القبردي ـ بلقار عن مبدأ المنظمة عدم التدخل بالبنية السياسية لأي جمهورية بالقول: "لكل منا الحق في التعبير عن موقفه السياسي دون شك إلا أن النظام الداخلي للمنظمة يحظر عليها تماما الدخول في العمليات السياسية ويحظر على أعضائها الإدلاء بتصريحات سياسية باسم المنظمة. بعد انتهاء الحرب في أبخازيا رغب البعض بجر وحدات المتطوعين إلى الكثير من الألاعيب السياسية التي ـ وللأسف ـ لم نتمكن من الإفلات منها دوما".
هذا ووجه الرئيس الأبخازي السابق فلاديسلاف أردزنبا والحالي سيرغي باغابش رسالتين منفصلتين للمنظمة. وقرأ رسالة أردزنبا الوزير السابق ألماسبي كتشاتش وكان مما جاء فيها: "بفضل الجهود التي تبذلها روسيا أصبح أمام أبخازيا اليوم فرص جديدة في مجالات متنوعة ويجب أن يلعب المحاربون القدامى الذي شاركوا في حرب أبخازيا دورا فعالا في تحقيق هذه الفرص".
أما رسالة الرئيس الحالي سيرغي باغابش فتلاها النائب الأبخازي زاور أغمييف وكان بعض ما جاء فيها: "إن الشعب الأبخازي لن ينسَ أبدا الأشخاص الذين قدموا لمساعدته في الأوقات العصيبة التي مر بها. ومع تحسن الوضع الاقتصادي للبلاد بات من الممكن اليوم طرح مسألة مساعدة عائلات المتطوعين الذين لقوا مصرعهم".
دعم تام للسياسات الروسية
وقد أعلن في المؤتمر عن تشكيل لجنة تنفيذية للمنظمة تضم ثلاثة أشخاص من كل منطقة كما نشر بيان ختامي جاء فيه: "إذا ما حاول الجانب الجورجي فرض سيطرته على أبخازيا مستخدما القوة فإن المتطوعين سيهبون مجددا لنجدة الشعب الشقيق. لكننا نأمل أن تبدي جورجيا تعقلا وتقيم علاقات مع أبخازيا على أساس كونهما دولتان جارتان تتمتعان بحقوق متساوية. إننا ندعم دعما تاما السياسيات الروسية الرامية لتطوير العلاقات الرسمية مع أبخازيا وحماية أمن وحقوق مواطنيها. إن هذه الخطوات تصب حتما في خانة حصول أبخازيا على وضع الدولة المتعرف بها ونحن ندعو الإدارة الروسية لتسريع عملية الاعتراف باستقلال أبخازيا الأمر الذي يتماشى مع إحلال الاستقرار في القفقاس وحماية الأمن القومي للفدرالية الروسية".