زاكاييف يحذر من لعبة روسية جديدة تسمى

زاكاييف يحذر من لعبة روسية جديدة تسمى "إمارة شمال القفقاس"

لندن ـ حذر وزير خارجية جمهورية الشيشان ـ إتشكيريا أحمد زاكاييف من منفاه في لندن من أن موسكو في طور الإعداد للعبة كبيرة تهدف لزعزعة الأسس القانونية للشيشان. وتتمثل اللعبة الجديدة بمحاولة روسيا دفع المقاتلين الشيشانيين للإعلان عن تأسيس "إمارة شمال القفقاس" الأمر الذي سيقدم لها فرصة من ذهب لوضع سائر القفقاس تحت خط النار.

وأدلى زاكاييف بتصريح خطي حول هذا الصدد أشار فيه إلى قيام روسيا ومنذ 17 عاما بهجمات دموية فاشلة تهدف لمحو دولة الشيشان المستقلة التي تأسست بإرادة الشعب الشيشاني الحرة وتجسدت بإعلان جمهورية الشيشان ـ أنغوشيا كدولة ذات سيادة بتاريخ 27 تشرين الثاني/نوفمبر 1990.

وواصل التصريح: "إن فصل أنغوشيا عن الشيشان عام 1991 والأحداث الإرهابية التي وقعت قبل اندلاع الحرب عامي 1994-1996 وقتل الزعماء الشرعيين واحتلال قسم كبير من المنطقة مع القيام بعمليات تطهير عرقي؛ كل ذلك لم يفلح في مساعدة روسيا بالتغلب على إرادة الشيشانيين بنيل الحرية وتأسيس دولة حسب دستور الشيشان ـ إتشكيريا المعتمد بتاريخ 12 آذار/مارس 1992.

هذه المرة يخطط نظام الكرملن الإجرامي لدفع رئيس جمهورية الشيشان ـ إتشكيريا دوكا عمروف وتحت تأثير عملاء يقومون بتحريضه بالوعظ الديني ليعلن نفسه أميرا لـ "إمارة شمال القفقاس" باسم جميع مسلمي القفقاس وإقناعه بإعلان الحرب على العالم بأسره. وتعتقد موسكو أن إقدام عمروف على خطوة كهذه سينهي وجود جمهورية الشيشان ـ إتشكيريا. كما أن هذا الأمر من شأنه تخليص الحكومة الروسية من مسؤوليتها عن الجرائم العسكرية التي تقترفها ضد الشعب الشيشاني من جهة وجعل الدولة ليست ملكا لنفسها من جهة أخرى. إضافة إلى أن ذلك سيزيل من الوجود القضية الشيشانية التي ستزعج روسيا بعد أن تصبح مناقشتها أمرا حتميا في المناقشات الدبلوماسية والسياسية التي ستجري مع الغرب حول انضمام أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وإقليم ترانس دينيستر إليها بعد الانتهاء من حل قضية كوسوفو.

وإن كان موضوع إعلان الإمارة أمرا لا أساس له من الصحة فإنه سيساعد الحكومة الروسية على حشد المزيد من قواتها لإبادة شعوب شمال القفقاس الساعية بشكل أكثر فاعلية للحفاظ على حقوقها القومية والدينية. إن "إمارة شمال القفقاس" ستلعب دور مؤتمر شعوب الداغستان والشيشان الذي كان له دور تحريضي وساعد روسيا في غزو الشيشان مرة ثانية. وللعلم فإن المشتركين من الجانب الشيشاني في الإعداد لعملية "الإمارة" هم من الأشخاص الذين شكلوا المؤتمر في ذلك الوقت.

إعلان "الإمارة" سيسهل وبشكل كبير هدف توحيد المناطق التي ستشكل المناخ السياسي الملائم للكرملن. كما سيخدم الحملة الدعائية للانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الدوما التي ستجري في روسيا لجعل النظام الإجرامي يحتل مكان الصدارة.

وعلى الصعيد الدولي، ستعطي "الإمارة" رخصة إضافية أخرى لموسكو لقتل شعوب شمال القفقاس بشكل منظم تحت اسم الحرب العالمية التي تشن ضد تنظيم القاعدة. حسب معلومات تم الحصول عليها من مصادر موثوقة فإن موسكو خصصت ميزانية قدرها 500 مليون دولار استعدادا لعملية "الإمارة". كما توجد معلومات حول عقد لقاءات بين بعض الممثلين عن الجانب الشيشاني وعناصر من الاستخبارات الروسية في دولة ثالثة بحجج وذرائع مختلفة لممارسة فعاليات اللوبي من أجل إعلان تشكيل إمارة شمال القفقاس.

مما لا شك فيه أن الشعب الشيشاني سيجد في نفسه القوة للتصدي لأي تحريض مهما كان نوعه والدفاع عن حقه بالاستقلال والحرية."

وكالة أنباء القفقاس