البرلمان الجورجي يسير بخطى متثاقلة نحو الاعتراف بإبادة الشراكسة

البرلمان الجورجي يسير بخطى متثاقلة نحو الاعتراف بإبادة الشراكسة تفليس/وكالة أنباء القفقاس ـ يواصل البرلمان الجورجي بحث إمكانية اعتراف تفليس بإبادة الشراكسة على يد روسيا القيصرية في القرن التاسع عشر. في هذا الإطار عقدت لجنة المهجر في البرلمان ثماني جلسات تم خلالها الرجوع إلى رأي الخبراء والمختصين.

وذكر موقع قفقازكي أوزيل أن اللجنة خلصت بعد بحث ونقاشات طويلة إلى نتيجة مفادها أن روسيا مارست الإبادة بحق الشراكسة. ففي آخر جلسة عقدتها اللجنة بتاريخ 12 من الشهر الجاري قدم خبيران تقريرا ختاميا عن معنى السياسات الروسية تجاه الشراكسة والشيشان.

 

وقد تضمن التقرير وثائقا تشير إلى ارتكاب مجازر جماعية وتهجير الشعب الشركسي في القرن التاسع عشر. كما عدد الجرائم التي اقترفتها روسيا في الشيشان خلال الحربين الأخيرتين اللتان أسفرتا عن مقتل نحو 300 ألف شيشاني وأنغوشي ـ 40 ألف منهم أطفال ـ وذلك بين عامي 1992ـ2010 بالإضافة إلى اختفاء 20 ألف شخص وإلحاق أضرار جسيمة بالبيئة في الشيشان يحتاج إصلاحها إلى 50 عاما على الأقل. وذكر التقرير أن الإدارة الروسية هجرت الشيشان والأنغوش من أوطانهم 16 مرة.

 

وقال رئيس لجنة المهجر في البرلمان الجورجي نوغزار تسيكلاوري: "يمكن وصف السياسة الروسية بأنها سياسة استعمارية مبنية على التمييز والتطهير الجماعي. هذا رأي، لكن يجب ألا ننسى أن الاعتراف السياسي (بالإبادة) هو قرار سياسي".

 

هذا وستقوم الآن لجنة حقوق الإنسان ولجنة القانون في البرلمان ببحث الأبعاد القانونية للأمر.

 

وقد رفضت الخارجية الجورجية الحديث عن إمكانية اعتراف جورجيا بالإبادة قبل أن يدلي البرلمان بدلوه الأخير في هذا الصدد.

 

يجدر التذكير أن البرلمان الجورجي شرع ببحث إمكانية الاعتراف بإبادة الشراكسة بناء على طلب قُدم في ختام مؤتمر "الشعوب الخفية، جرائم مستمرة: الشراكسة وشعوب شمال القفقاس بين الماضي والمستقبل" والذي نظمته في تفليس يومي 20ـ21 آذار/مارس الماضي المدرسة الدولية للبحوث القفقاسية التابعة لجامعة إيليا الحكومية في جورجيا بالتعاون مع مؤسسة جيمستون الأمريكية.