تزايد حوادث اغتيال الشيشانيين في اسطنبول بات مصدر قلق حقيقي

تزايد حوادث اغتيال الشيشانيين في اسطنبول بات مصدر قلق حقيقياسطنبول ـ بعد اغتيال ثلاثة شيشانيين في اسطنبول في غضون الأشهر الخمسة الماضية بات الشيشانيون في تركيا يشعرون بقلق متزايد على حياتهم.

وكان علي أوساييف نائب مسؤول العلاقات الخارجية لدوكا عمروف ـ الذي أعلن إقامة إمارة القفقاس عام 2007 ـ آخر ضحية لهذه الاغتيالات. وقد قتل جراء إصابته بثلاث طلقات نارية في الرأس في شباط/فبراير الماضي باسطنبول.

وبالنظر إلى كيفية ونوع الأسلحة المستخدمة في عمليات الاغتيال تتجه أصابع الاتهام مباشرة نحو الاستخبارات الروسية الـ إف إس بي.

فرقة موت من ثلاثين شخصا

واتهم نائب أوساييف مسلم ج. في تصريحات مثيرة أدلى بها لصحيفة يني شفق التركية الاستخبارات الروسية بتنفيذ هذه الاغتيالات التي "تتم على يد روسيا أو المتعاونين معها" وتحدث قائلا: "توجد في تركيا فرقة اغتيالات تابعة للـ إف إس بي مؤلفة من ثلاثين شخصا. يجب على تركيا اتخاذ التدابير اللازمة فلا أحد منا يضمن حياته ونحن نتساءل من سيأتي دوره الآن؟ من منا ستصيبه الرصاصة المقبلة؟".

وقال مسلم ج. إن روسيا تحاول القضاء على الشيشانيين عبر رمضان قاديروف الرئيس الدمية الذي عينته في الشيشان.

كما نفى مسلم أن يكون سبب مقتل أوساييف يرجع لخلافات عائلية قائلا: "تقدم الجرائم على أنها ترتكب بسبب خلافات بين الشيشانيين. نحن لسنا أعداء لبعض وحتى لو غضبنا لا نرفع يدنا على بعض بل نتناقش فقط. عقب وقوع الاغتيالات لم يعد الرجال يخرجون من منازلهم إلا إذا كانت هناك حاجة ملحة. إن عائلة أوساييف تعرف من يقف وراء الجريمة. لقد انتقلت حربنا إلى هنا أيضا ولم تعد محصورة في الشيشان فقط".

وأعرب مسلم ج. عن استيائه البالغ من مزاعم وجود خلافات بين الشيشانيين بسبب المال ونفاها بشدة قائلا: "ليست لدينا نقودا كي نختلف عليها فنحن نعيش على المساعدات إذا ما دفعنا أجرة المكان الذي نقطنه لا يتبقى لدينا نقودا للطعام. أوساييف أيضا لم يكن غنيا فعندما ذهبنا إلى منزله للتعزية لم تكن هناك كراس نجلس عليها". ونفى مسلم أيضا الأنباء التي زعمت أن أوساييف كان يعمل في مجال الجلديات مؤكدا أنه كان يهتم بشؤون اللاجئين الشيشان وحتى أنه لم يكن يجد وقتا لعائلته وكان يعيش هو أيضا على المساعدات.

صلاحية خاصة للاغتيال

وتعرف الـ إف إس بي بعمليات الاغتيال التي تنفذها ضد القادة الشيشانيين وضد من ينتقدون الحرب الشيشانية في روسيا. وقد ازداد هذا النوع من الجرائم بعد منح الدوما بوتين صلاحية استخدام الاستخبارات لتنفيذ مهام خاصة داخل البلاد وخارجها. وبوسع الوحدات التابعة للـ إف إس بي التنصت وتنفيذ عمليات اغتيال في أي مكان من العالم وخصوصا في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. وقد وقعت أول حادثة في تركيا قبل نحو عام ونصف حيث تعرض شيشاني لهجوم مسلح في اسطنبول أسفر عن إصابته بجراح وأشارت أصابع الاتهام حينها للاستخبارات الروسية. وفي 6 أيلول/سبتمبر الماضي اغتيل في اسطنبول غازي عادل سلطانوف الذي حارب برتبة عقيد ضد الجيش الروسي في الشيشان وبعد ذلك اغتيل في التاسع من كانون الأول/ديسمبر إسلام جانيبيكوف وبعد ذلك علي أوساييف. وتعتبر عملية اغتيال الرئيس الشيشاني الأسبق زليمخان ياندرباييف في قطر عام 2004 من أبرز الاغتيالات التي نفذتها الاستخبارات الروسية خارج روسيا. ورغم أنه يعتقد أن 40% من ميزانية عام 2006 قد خصص للـ إف إس بي إلا أن ميزانيتها الحقيقة وعدد العاملين فيها يعتبر سرا من أسرار الدولة.

(المصدر صحيفة يني شفق)