شيفردنادزه: استقلال أبخازيا وأوسيتيا قد يفتح الباب أمام استقلال مناطق الحكم الذاتي في روسياتفليس/وكالة أنباء القفقاس ـ قال الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفردنادزه إن روسيا خاطرت مخاطرة كبرى باعترافها باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية محذرا من أن هذا الاستقلال قد يشكل نموذجا يحتذى للمناطق والجمهوريات المتمتعة بحكم ذاتي داخل الفدرالية الروسية مثل داغستان وتحدث قائلا: "إذا ما استقلت أبخازيا فلماذا لا تستقل أيضا داغستان البالغ تعداد سكانها 4.5 مليون نسمة والواقعة عند مدخل بحر قزوين". ولفت الرئيس الجورجي السابق الذي كان يلقب بـ "الثعلب الأبيض" لوجود العديد من المناطق التي تتمتع بحكم ذاتي داخل روسيا مثل الشيشان وأنغوشيا وتتارستان ووصف قرار الاعتراف بأنه "قرار قاتل بالنسبة لروسيا".
من جانب آخر انتقد شيفردنادزه العملية العسكرية التي قامت بها الحكومة الجورجية ضد أوسيتيا الجنوبية شهر آب/أغسطس الماضي مؤكدا أن بلاده سعت طيلة 12 عاما لإقناع الأبخاز والأوسيت بإمكانية حل الخلافات عبر الطرق السلمية إلا أن الخطوات الأخيرة التي أقدمت عليها الحكومة الجورجية قضت على جميع الآمال بالتوصل إلى حل سلمي واستطرد: "لقد صدّق الأبخاز والأوسيت رغبتنا بالسلام وبأننا سنحل الخلافات عبر هذا الطريق إلا أن الأحداث الأخيرة أنهت كل شيء". واعترف شيفردنادزه بأن الخطوات العسكرية التي ألقيت الآن وفي السابق ضد أوسيتيا الجنوبية ليست إلا سعيا لمغامرات وقال أنه تقدم بالاعتذار من الشعب الأوسيتي بسبب استخدام القوة في المنطقة.
وأكد الرئيس الجورجي السابق على بذله على الدوام الجهود لحقن الدماء في المنطقة لدرجة أنه تخلى عن كرسي الرئاسة في هذا السبيل وقال إن الجورجيين والأبخاز والأوسيت عاشوا تحت سقف واحد طيلة 200 عام إلا أن الوضع الراهن لا يبعث على التفاؤل مواصلا: "لو أننا تمكنا من مواصلة عملية حل خلافاتنا مع أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بالطرق السلمية لكان لدينا الآن أمل بإمكانية التوصل إلى حل خلال بضعة أعوام إلا أني لا أرى اليوم أي أمل بالمستقبل".
يجدر التذكير بأن شيفردنادزه كان رئيس جورجيا إبان اندلاع الحرب الأبخازية ـ الجورجية عامي 1992ـ1993 وكان قد قال في تصريحات أدلى بها في ذلك الحين "نحن مستعدون للتضحية بمائة ألف جورجي من أجل القضاء على 97 ألف أبخازي".