كانوكوف: الاحتفالات عيد للجميع
في لقاء أجرته معه مراسلة صحيفة كومرسانت الروسية أولغا ألينوفا أعرب رئيس جمهورية القبردي ـ بلقار أرسين كانوكوف عن رأيه باحتفالات الانضمام "الطوعي" ولماذا يراها ضرورة هامة وعيدا يجب على سائر فئات الجمهورية إحياءه والاحتفال به. كما تطرق للحديث عن هيئة شيوخ البلقار وأحداث نالتشك ومواضيع أخرى تهم البلاد. لنستمع إلى آراء كانوكوف حول الكثير من الأمور الحيوية كما طرحها هو بنفسه.
ـ جرت في القبردي ـ بلقار مطلع هذا الشهر احتفالات الذكرى السنوية 450 للانضمام إلى روسيا إلا أن هيئة شيوخ البلقار أعلنت أن هذه لاحتفالات لا تعني البلقاريين بشيء. وبالفعل فإن القبردي هم أولى بها لأن أميرا من القبردي هو من مهد الطريق أمام التحالف مع روسيا وزوج ابنته فيما بعد بالقيصر الروسي إيفان غروزني (المرعب). لماذا قررتم إقامة الاحتفالات في عموم أرجاء الجمهورية؟
ـ إن هذه الاحتفالات ليست عيدا للقبردي وحدهم بل هي عيد مشترك لمختلف الشعوب القاطنة في بلدنا. أجل لقد أرسل أمراء قبردي قبل 450 عاما سفراءهم إلى إيفان غروزني وأقام أجدادنا علاقات خارجية مع دولة روسيا وشكلوا تحالفات عسكرية ـ سياسية معها وكان ذلك أول خطوة للانضمام إليها. إلا إن الشعبين البلقاري والقبردي مرتبطين ببعضهما البعض بعلاقات أخوة ومصيرهما مشترك أي يمكن أن نعتبر إقامة تحالفات مع روسيا نجاحا مشتركا لكلينا. ولماذا يعتبر هذا الأمر مهما إلى هذه الدرجة؟ لأنه في ذلك الحين تأسست دعائم الفدرالية الروسية وبعد ذلك بدأت شعوب صغيرة أخرى أيضا تتقرب إلى روسيا ونحن نرى اليوم بأن كل ما حصل حينها كان صوابا فأبناء جلدتنا الذين غادروا البلاد إلى تركيا أو الدول الأخرى لم يتمكنوا من الحفاظ على ثقافاتهم ولغاتهم على حين أننا نحن تمكنا من حماية أنفسنا ضمن دولة روسيا لأن سائر الشعوب الصغيرة كانت تشعر بأنها في وضعها الطبيعي داخل روسيا. أنا أعتقد بضرورة إقامة هذه النوع من الاحتفالات لأنها تقرب بين شعوبنا.
ـ لكن إذا ما كان البلقار لا يريدون الاعتراف بهذه الاحتفالات ويعتقدون أنه لا علاقة لهم بها…
ـ ولماذا جزمت بأن البلقار يعتقدون هذا؟ لو كنت في الساحة القريبة من مبنى الحكومة بنالتشك مساء التاسع من أيلول/سبتمبر لقلت غير هذا الكلام الآن. لقد كانت الساحة تعج بنحو 70ـ80 ألف شخص جاؤوا للتعبير عن سعادتهم بمشاركتهم بحفل موسيقي أقيم بهذه المناسبة. كان يجب أن تري الفرحة في عيونهم! وطيلة أيام الاحتفال الثلاثة كانت الأزقة والشوارع تفيض بالناس الذين كانوا يتجولون فيها حتى الصباح. ولكن بالطبع بقدر ما يكون هناك أشخاص بقدر ما يكون هناك آراء أيضا ومن الممكن وجود أشخاص يعتقدون أن لا علاقة لهم بالاحتفالات. يشكل البقار 10% من سكان الجمهورية أو أكثر بقليل والروس 25% والقبردي 55% وإجمالا يوجد هناك أكثر من 90 قوما مختلفا في القبردي ـ بلقار إذا ما كان أحدهم لا يريد المشاركة باحتفالات الدولة فإن هذا أمر يعنيه. ولكن هذا التصرف ليس إلا تحريض عرقي إذ توجد قوى معينة تسعى لزعزعة الأوضاع في البلاد وتنفيذ آرائها السياسية الخاصة.
ـ من تعنون؟
ـ هناك على سبيل المثال هيئة شيوخ البلقار التي تحدثت عنها قبل قليل فهذه الهيئة أسست على يد ثلاثة ضباط سابقين في وزارة الداخلية أعطوا أنفسهم حق التحدث باسم جميع أفراد الشعب وأسسوا هذه الهيئة كمنظمة مدنية على أسس وقواعد غير مفهومة. من أعطاهم هذا الحق؟ لا أحد يعلم. إن أول مهام هذه الهيئة هي إثارة الكثير من البلبلة والضوضاء.
ـ ربما ينبغي الجلوس إلى مائدة الحوار والتحدث معهم بكل صراحة، فقد يكون من شأن ذلك أن يجعلهم يتوقفون عن تنظيم مظاهراتهم التي يقيمونها بشكل منتظم في نالتشك.
ـ لو كان ذلك سيجدي نفعا لفعلته ولكن من غير الممكن الوصول إلى هدف هؤلاء الناس عبر الحوار إذ أن هدفهم ومنذ البداية هو زعزعة الأوضاع وبث الفرقة في البلاد على أساس إثارة النزعة القومية. ثم لماذا ستعطي الحكومة أهمية لهذه المنظمة أكثر من المنظمات الأخرى فهناك 100 منظمة مدنية في البلاد. عام 1992 حصل وضع مشابه فقد تشكل مؤتمر شعب القبردي. وبماذا تسبب كل ذلك؟ لقد تسبب بمواجهات في الساحة المركزية بنالتشك وكاد أن يؤدي لانهيار البلاد واليوم لا أسمح لأحد أن يقوم بهذا. إن هؤلاء "الناشطين" أسأموا الجميع. لقد أصبحت منظمات مدنية روسية وقبردي تأتي إلي على الدوام وتقول لي: دعنا نحن أيضا نشكل مؤتمرنا الخاص. وكأن كل شيء في البلاد على ما يرام والشيء الوحيد الذي نحتاجه بشدة هو تشكيل "مؤتمرات قومية". إذا ما كانت كل مجموعة عرقية في البلاد ستشكل مؤتمرها الخاص فإن هذا يعني أن نصف سكان الجمهورية سيصبحون "أعضاء مؤتمر". وكأن اقتصاد البلاد سينمو بعد ذلك من تلقاء نفسه. على كل حال نعتزم تشكيل منظمة "القبردي ـ بلقار المتحدة" التي ستكون منظمة مدنية مشتركة تجمع تحت سقف واحد الروس والقبردي والبلقار وستقوم ببحث المواضيع المختلف عليها.
ـ حسب علمي فإن نقطة الخلاف كانت تدور حول المنطقة القريبة من القرى الجبلية والتي أصبحت تابعة لإدارة الدولة بموجب قانون أقر في جمهورية القبردي ـ بلقار، إذ أن البلقار يعتقدون أن القرار حرمهم من منطقة سياحية…
ـ إننا جمهورية واحدة وهذا يعني أنه يجب أن يستفيد القبردي والبلقار والروس من الدولة ككل. إضافة إلى ذلك فإن تطوير السياحة يستلزم استثمارات بالملايين في حين أن الجمهورية تعوزها الأموال ولا يمكن لأحد أن يستفيد شيئا من المنطقة دون القيام بمشاريع استثمارية ضخمة. إن التفكير بمنطق ’البروز تؤخذ من أيدينا‘ ينبع إما عن جهل اقتصادي أو أنه كلام صفيق يهدف لإثارة النزاعات. فتطوير البروز وتحسين مستوى حياة السكان المحليين لا يمكن أن يتم إلا عن طريق القيام باستثمارات خاصة كبيرة وتخطيط المركز وتمويل من الخزينة الفدرالية الأمر الذي على وشك الحصول الآن. فيما خلا ذلك فإن هذه المنطقة كانت ستبقى على ما هي عليه منذ العصر الماضي بالنسبة لسكانها ومن ناحية الخدمات أيضا.
ـ ولكن هناك أماكن خصبة أخرى غير البروز.
ـ نحن على استعداد للتباحث مع الإدارات المحلية. إن برلماننا هو من قرر منح الأراضي الوا