رئيس الأديغة خاسه الأسبق يدعو كانوكوف للاهتمام بالثقافة
نالتشك/وكالة أنباء القفقاس ـ أعرب الكاتب الشهير والرئيس الأسبق للأديغة خاسه وعضو المجلس الاستشاري المدني في رئاسة الدولة في جمهورية القبردي ـ بلقار زاور نالو عن تقديره للنجاحات التي أحرزها الرئيس أرسين كانوكوف منذ توليه الرئاسة منتقدا في الوقت ذاته التقصير وعدم الاهتمام بالمجال الثقافي.
جاء ذلك في حوار أجرته وكالة أنباء "رينغنوم" مع نالو سألته فيه عن رأيه وتقييمه للتطورات التي شهدتها البلاد خلال عام 2007. وحول هذا الخصوص تحدث الكاتب زاور نالو بإسهاب قائلا: "عندما استلم أرسين كانوكوف سدة الرئاسة قبل عامين تولدت لدى الشعب آمال كبيرة بأن يحرز هذا الرجل الكثير من التقدم على جميع الصعد وخصوصا في المجال الاقتصادي. ويجب القول أنه حصل انتعاش اقتصادي فعلى الأقل بدأ القطاع الخاص يتطور الأمر الذي لم يتمكن أو لم يفكر بفعله الرئيس السابق للبلاد السيد (فاليري) كوكوف. في الوقت نفسه يعمل كانوكوف للحيلولة دون وقوع صراعات بين القوى السياسية والأقوام المختلفة في البلاد وقد أحرز نجاحات في هذا الخصوص فكلما قلت الخلافات في الدولة كلما ازدهرت المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية فيها."
إلا أن نالو لفت أيضا لوجود نوع من التقصير بالاهتمام بالمجال الثقافي إلى جانب كل تلك النجاحات موضحا: "رغم أني أكن الكثير من الاحترام لهذا الشخص إلا أني مضطر لتوجيه بعض الانتقادات له. فلدي انطباع بأن الرئيس لا يولي اهتماما كبيرا بتطوير المجال الثقافي. أريدكم أن تفهموني بالشكل الصحيح لأنه طالما كان المجال الثقافي متدنيا كما هي الحال عليه الآن لا يمكن للاقتصاد أن يزدهر ولا يمكن للسياسية أن ترتقي كثيرا. انظروا إلى الدول المتقدمة كاليابان والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى وألمانيا وفرنسا إن تطورهم الاقتصادي مرتبط بعرى لا تنفصم بالتطور الثقافي فكلما ازدادت ثقافة الشعب كلما ازدادت سرعة تطوره الاقتصادي. إني أعرف مسؤولي بلادنا جيدا فهم لا يفكرون إلا قليلا جدا بالثقافة ولا يولون سوى القليل من الاهتمام بالشؤون الثقافية. لقد حاول المسؤولون في الحقبة الشيوعية منع المثقفين من الوقوف بوجه الإيديولوجية الرسمية وكانت الكتابة على وجه الخصوص أمرا لا يحظى باعتبار. نحن الآن نكتب بحكم العادة إذ أننا لا نستطيع التوقف عنها إلا أن الجيل الشاب الذي سيأتي بعدنا لن يرغب أن يكون منه فنانين ورسامين وعلماء بل سيتجه الجميع للسوق والسبب في تردي اقتصادنا يرجع لهبوط المستوى الثقافي والأخلاقي ولا يمكن الخروج من هذا الوضع دون مساعدة الحكومة لذا يجب أن تكون نهضة الثقافة أحد أهداف حكومة القبردي ـ بلقار. يجب على رجال الدولة إبداء اهتمام جدي برفع المستوى الثقافي والأخلاقي للشعب. إن رئيس الدولة، حسب رأيي، لا يولي الثقافة اليوم اهتماما بكل معنى الكلمة وهو سيدرك هذا الأمر فيما بعد وسيندم عليه، أود كثيرا أن يفهم ذلك. هل تذكرون ما حصل في روسيا بعد الثورة؟ لقد جاء البلشفيون وقتلوا الثقافة ولم يتمكنوا بعد ذلك من رفع مستوى الاقتصاد رغم كل ما بذلوه من جهد. عندما يصبح الشعب ذو ثقافة عالية ولائقة ستصبح سيارته وطائرته وملابسه ومأكله كلها أفضل! لهذا السبب أدعو رئيس الدولة أن يولي اهتماما كبيرا بمدارسنا وجامعاتنا فالتقليل من شأن الثقافة يعني إلحاق أضرار خطيرة بالدولة يصعب إصلاحها لاحقا."