مع استمرار الحصار الجائر الذي تفرضه القوات الروسية منذ ثلاثة أسابيع على قرية غيمري الداغستانية مسقط رأس الإمام شامل والإمام غازي اللذان يعتبران من أهم رموز الحرية في شمال القفقاس بدأت تتعالى الأصوات المنددة بهذا الحصار والمطالبة بإنهائه بأقرب وقت.
في هذا الإطار وجه عضو فرع الاتحاد العالمي للكتاب في موسكو الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان عبد الرشيد سعيدوف ونائب رئيس مركز موسكو الثقافي في داغستان محمد عبد الخبيروف نداء لرفع الحصار عن القرية. ونشر الكاتبان تصريحا مشتركا جاء فيه:
"إن قرية غيمري الداغستانية مجردة بالكامل منذ ثلاثة أسابيع من المناخ السلمي فهي واقعة تحت حصار قوات الأمن الناشطة في شمال القفقاس والتي قضت على حياة الآلاف في إطار برنامج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمكافحة الإرهاب. بشكل عام لم تقع أبدا خارج الشيشان، التي تجري فيها "عملية مكافحة الإرهاب"، عملية تطهير جماعية وطويلة الأمد كهذه. وتتزامن العملية مع احتفال المسلمين في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك وهي تستهدف قرية الإمامين (شامل وغازي محمد). قبل بدء هذه العملية الخاصة بأسبوع ذكرت لجنة الانتخابات أن 90% من سكان القرية البالغ عددهم 3500 صوتوا لصالح حزب روسيا المتحدة الحاكم (في انتخابات الدوما التي جرت في الثاني من كانون الأول/ديسمبر 2007) وفُسر ذلك على أنه رسالة ضمان موجهة من بيروقراطيي الجيش لرئيس الجمهورية.
اليوم لم تعد هذه القرية تعيش حياة طبيعية كما أنها واقعة تحت تعتيم إعلامي شامل ويفرض فيها حظر التجول من العاشرة ليلا وحتى التاسعة صباحا، العمل في الحقول متوقف والمدارس مغلقة. تفيد المعلومات الواردة من غيمري بأن المواد الغذائية على وشك النفاذ وبأن السكان باتوا يختفون. إن الطريق الواصل بين القرية وبين العاصمة محج قلعة يعتبر طريقا هاما يربط العاصمة بمناطق غيرغيبيل وخنزاخ وشامل وتلياراتين وتسوتين وبوتليك وتسومادين وأخواج. لكن بسبب العمليات السرية تم إغلاق الطريق الموصل لهذه المناطق وأصبح سكان المناطق المذكورة مجبرين إما على استخدام طريق ليفاشي الجبلي الطويل كطريق بديل أو عبور مضائق وممرات جبلية.
منذ سنوات تقع حوادث اختفاء في داغستان وهذا أمر لا يتم دون مشاركة عناصر قوات الأمن. إن القيام بعمليات خاصة علنا تودي بحياة الأبرياء وتظهر على جميع شاشات التلفزة ليري السكان كيف تطلق خلالها الدبابات والأسلحة النار على أبنية يقطنها مدنيون لا علاقة لهم بالإرهاب هدفها هو إخافة السكان ليس إلا.
إثر الأحداث الأخيرة لجأنا لجميع المثقفين في روسيا ونواب وحكومة الفدرالية الروسية والمحفل الدولي والمدافعين عن حقوق الإنسان ونواب الدول المتحضرة والبرلمان الأوربي والكونغرس الأمريكي للمساهمة بوقف الاستبداد والطغيان الذي تشهده داغستان والضغط على حكومة الفدرالية الروسية لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة منذ بضعة سنوات في هذه الجمهورية فما يجري يولد الانطباع بأنه يتم الإعداد لنصر حربي جديد في القفقاس قبيل الانتخابات الرئاسية ونحن إذا لم نوقف هذا الطغيان اليوم فإنه سينتشر في جميع أرجاء البلاد متخذا أشكالا أخرى.
إن انضمام الشبان المثقفين لصفوف المعارضة التي هي على خلاف مع الحكومة لا علاقة له بالتطرف الديني فالجيل الجديد يحتج على كل ما هو سلبي في المجتمع كالرشاوى المتفشية في الهيئات التعليمية وإهانة البيروقراطيين لأسرهم والفساد والرشوة المستشريان في كل ناحية من نواحي الحياة. الشبان لا يرون مستقبلا لهم في البلاد فما يجري لا يترك فسحة للأمل بالمستقبل. الشباب يريد التغيير أما الحكومة فتريد منهم انتظار جيل من السياسيين الشباب يدرسون في جامعات موسكو وستراسبورغ وهي تكرر هذا على الدوام دون كلل أو ملل. لا يمكن إرساء دعائم السلم مع استمرار الوضع الاجتماعي والاقتصادي الراهن في البلاد. لقد شكلت الانتخابات الأخيرة العديد جدا من الأدلة والبراهين حول مفهوم الجانب الذي يرفض التفاهم والذي يمكن تلخيصه بما يلي: أنتم ما من يدعون للتحرك في إطار القوانين الموجودة لن تصلوا لأي شيء لأن لجان الانتخابات هي التي تعطي القرار باسمكم.
نرجو منكم إيجاد أساليب للتأثير على حكومة الفدرالية الروسية والحكومة الداغستانية لوقف أعمال الاستبداد التي تشهدها منطقة أنتسوكول الداغستانية ورفع الحصار عن قرية غمري بأسرع وقت."