شامبا ينتقد من تركيا سياستها حيال القفقاس
أنقرة/وكالة أنباء القفقاس ـ أعرب وزير الخارجية الأبخازي سيرغي شامبا، الذي بدأ يوم الاثنين الماضي زيارة لتركيا تستغرق أربعة أيام، عن رغبة بلاده بتطوير علاقاتها مع تركيا منتقدا في الوقت ذاته سياسة أنقرة الرسمية المنحازة لجورجيا رغم وجود الكثير من الأبخاز الذين يعيشون على الأراضي التركية.
وأفاد شامبا، في مؤتمر صحفي عقده أمس الأربعاء في فندق هلتون في أنقرة، أنه يمكن فهم المصالح الاقتصادية والسياسية بين تركيا وجورجيا منتقدا غياب سياسة فعالة لتركيا في المنطقة وأردف: "يصعب القول اليوم أن تركيا تنتهج سياسة فعالة في شمال القفقاس على خلاف ما كان عليه الأمر في السابق لقد كانت تركيا تولى اهتماما أكبر لمنطقة القفقاس ونحن نرى ذلك سياسة حلف الناتو. إننا نعتقد أن اتباع تركيا سياسة فعالة أكثر وبناءة أكثر في القفقاس سيصب في مصلحتنا جميعا لكن للأسف هذا ليس أمرا مطروحا اليوم".
وقال الوزير الأبخازي، الذي قدم إلى تركيا تلبية لدعوة وجهتها جمعية التآزر القفقاسية ـ الأبخازية في اسطنبول، أنه التقى في إطار زيارته لأنقرة بمسؤولين ودبلوماسيين من السفارة الروسية نافيا وجود نية لديه للالتقاء بمسؤولين من الحكومة أو من وزارة الخارجية التركية.
وأفاد شامبا أن زياراته لتركيا ازدادت في الآونة الأخيرة رغم الحصار المفروض على أبخازيا وبأنها ستزداد أكثر في المرحلة المقبلة. وقال أن الهدف من هذه الزيارات هو لقاء أفراد المهجر الأبخازي في تركيا وتبادل المعلومات والآراء معهم حول المستجدات والتطورات الراهنة. في الوقت ذاته أشار المسؤول الأبخازي لوجود عائقين أمام الزيارات هما الضغوط الجورجية وعدم وجود رحلات بحرية مباشرة بين أبخازيا وتركيا.
وتطرق شامبا أيضا للحديث عن مسألة "تأجيل" الخارجية التركية الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها الرئيس الأبخازي سيرغي باغابش لتركيا الخريف الماضي بالقول أنه تم إبلاغهم أن الخارجية التركية ستجري معهم اتصالات عقب الانتخابات النيابية في جورجيا لبحث موضوع الزيارة. إلا أن شامبا ذكر أنهم لم يبحثوا مع الجانب التركي ما إذا كانت الدعوة ستكون رسمية أم لا وواصل: "لقد أجريت الانتخابات البرلمانية الآن ونحن نعتقد أنه ستصلنا دعوة. خلال زيارتنا نود الالتقاء بالمهجر الأبخازي كما نرغب أيضا التقاء أبناء الشعب التركي وحكومته".
وأكد الوزير الأبخازي في معرض حديثه عن العلاقات التركية ـ الجورجية على ضرورة "الحفاظ بشكل جيد على التوازنات من أجل استقرار المنطقة" محذرا من أن التسلح أحادي الجانب لجورجيا من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.
ولدى سؤاله عن إمكانية لعب تركيا دور الوسيط بين أبخازيا وجورجيا كما تفعل الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين أجاب الوزير الأبخازي بالقول: "لقد طرح علينا في السابق اقتراح من هذا القبيل وهو لم يطرح من تركيا فقط بل من دول أخرى أيضا كاليونان وأوكرانيا والاتحاد الأوربي. إن منطلقنا في هذا الخصوص هو أنه يجب أن تكون الدولة التي تلعب دور الوسيط دولة حيادية. إنني لا أثق بالدول، بما في ذلك دول الاتحاد الأوربي، في هذا الخصوص فكلها تتحدث عن وحدة الأراضي الجورجية معتقدة أنها ستتوصل إلى حل للخلاف وهذا الأمر لا يمكن قبوله بالنسبة لنا ونحن لم نسمع تصريحات مغايرة من تركيا أو من الدول الأخرى".
كما طرح سؤال آخر حول الموقف الأبخازي من استقلال إقليم كوسوفو أجاب عليه شامبا قائلا: "إن كوسوفو كانت جمهورية تتمتع بحكم ذاتي مثل أبخازيا وتابعة لصربيا ولقد فتح الاعتراف باستقلالها صفحة جديدة على الصعيد السياسي في تاريخ العالم. ونحن وإن لم نخض نضالنا (من أجل الاستقلال) بالتوازي مع كوسوفو إلا أن الاعتراف باستقلالها قد خلف الكثير من الأصداء والحركة. أن الأهم بالنسبة لنا هو أن شعبنا قد أيد الاستقلال وتبناه ووفق المعايير والاتفاقيات الدولية فإنه من المهم للغاية الاعتراف باستقلال أبخازيا".
وأكد شامبا على أنه "من غير الممكن عدم عد تركيا من بين الدول التي باتت تلعب مؤخرا دورا فعالا في القفقاس مثل روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوربي". كما شدد على أن روسيا، التي وصفها بكونها أكثر قوة فعالة في المنطقة، تؤيد نضال أبخازيا من أجل الاستقلال وأضاف أن العلاقات الأبخازية ـ الروسية تطورت أكثر بعد اعتراف الدول الغربية باستقلال إقليم كوسوفو. وأشار الوزير شامبا لتشبيه العلاقة بين بلاده والفدرالية الروسية بالعلاقات السياسية بين الولايات المتحدة وتايوان مسترسلا: "لقد كانت أهم اتفاقية بين الولايات المتحدة وتايوان هي تلك المتعلقة بالأمن وإذا ما قمنا بنفس التشبيه في منطقتنا فإنه بعد الاعتراف باستقلال كوسوفو باتت جورجيا تشعر بالقلق وبدأت التحرك باتجاه حل المشكلة بأقرب وقت باللجوء للخيار العسكري… لقد تم خفض حدة التوتر في هذه الفترة ـ التي تشهد توترا متصاعدا ـ بفضل تصريح الفدرالية الروسية حول أنه سيتم اتخاذ التدابير اللازمة لإرساء دعائم السلام في المنطقة في إطار الاتفاقيات الدولية المبرمة".