مسيرة اسطنبولية صامتة في يوم الحداد الشركسياسطنبول/وكالة أنباء القفقاس ـ شيبا وشبانا مرتدين اللباس الشركسي مشى شراكسة اسطنبول وسط شارع الاستقلال المركزي مسيرة حزن صامتة حدادا على التهجير الكبير الذي تعرض له أجدادهم قبل 145 عاما.
وعبّر الشراكسة عن مشاعرهم في هذه المسيرة الصامتة التي نظمتها المنظمات القفقاسية الأهلية في اسطنبول من خلال حملهم لافتات كتب عليها "السلام في القفقاس والوحدة في الأناضول"، "سيكون يوم 21 أيار/مايو يوم بعثنا الثقافي"، "لم ولن ننسَ تهجير 21 أيار/مايو الكبير".
وعند وصول المشاركين في المسيرة إلى ساحة تقسيم كبرى ساحات المدينة تُلي تصريح صحفي باسم اللجنة التنظيمية لجمعيات شمال القفقاس الثقافية في اسطنبول أشاد بالنضال الذي خاضته شعوب القفقاس طيلة قرون دفاعا عن حريتها وكرامتها وأوطانها ضد محاولات روسيا القيصرية التي بدأت أواخر القرن السادس عشر للاستيلاء على أراضيها واحتلالها.
ولفت البيان إلى أن الشعوب القفقاسية تعرضت لتهجير يعتبر من أكبر التهجيرات وأكثرها مأساوية في تاريخ الإنسانية حيث أجبر نحو مليون ونصف المليون على مغادرة وطنهم حسب ما دونته الوثائق التاريخية وهو ما يعني أن نحو 70% من الشعب الشركسي قد هجر من أوطانه ليتشتت في أصقاع الأرض حيث يبلغ تعداد المهجر الشركسي في مختلف دول العالم حاليا نحو 8 إلى 9 مليون 5 مليون منهم في تركيا التي تعتبر أكبر موطن للمهجر الشركسي.
وأكد التصريح الصحفي على أن أحفاد المهجرين لم ولن ينسوا هذه المأساة لأنها لا تزال مستمرة في أوطانهم الأم التي تشهد حتى يومنا هذا حروبا وتتعرض لهجمات. وأشار التصريح للمصاعب التي تواجه أبناء المهجر الشركسي في الحفاظ على هويتهم الثقافية ولغاتهم وختم: "نحن شراكسة المهجر نناشد الفدرالية الروسية والجمهورية التركية حفيدتي الإمبراطوريتين اللتين لعبتا دورا في هذا التهجير ونقول لهم: بأيديكم إنهاء هذا الظلم التاريخي الذي لحق بنا. مهدوا أمامنا الطريق لنحتضن مجددا وطننا الأم واسمحوا لنا بحق حمل جنسيتين وادعموا استقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأوقفوا الآلام في القفقاس". وبعد المسيرة توجه المشاركون إلى الساحل حيث ألقوا أزهار القرنقل الحمراء وإكليلا أسودا في البحر حدادا على أرواح أجدادهم الذين قضوا على درب التهجير.
الصور: وكالة أنباء القفقاس