موجة استياء كبيرة بسبب اقتراح "أخذ بصمات جميع القفقاسيين"موسكو/وكالة أنباء القفقاس ـ أثار اقتراح رئيس لجنة التحقيق في الادعاء العام الروسي الكسندر باستريكين أخذ بصمات جميع مواطني شمال القفقاس وأرقام لوحات سياراتهم ردود فعل كبيرة. وجاء أول رد فعل من داغستان حيث أكدت أوساط مدنية وسياسية داغستانية أن خطوة كهذه تنضوي على انتهاكات خطيرة لجميع حقوق شعوب المنطقة.
وشجبت رئيسة "منظمة الأمهات الداغستانيات من أجل حقوق الإنسان" سفيتلانا عيسييفا التصريح "الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن عدو أجنبي" وأضافت: "لا يقطن المنطقة المجرمون وقطاع الطرق فقط للأسف يجب تذكير البعض بمثل هذه الأشياء البسيطة. إذا عمدوا اليوم لأخذ بصماتنا فسيبدؤون غدا بوضعنا في مخيمات لا يسمح لنا بالخروج منها إلا بإذن خاص".
كما أعرب المحامي عبد الرحمن شيخوف عن غصبه من تصريحات باستريكين مؤكدا أنه لا يجب النظر لهذا الاقتراح كاقتراح شخصي يطرحه هذا أو ذاك بل كاقتراح يعكس "تسمم مجموعة معينة من البيروقراطيين الفدراليين بنظريات التفوق العرقي". وأضاف شيخوف أن أخذ بصمات جميع المواطنين الروس دون تفريق من شأنه تسهيل عمل أجهزة التحقيق.
وقالت النائبة البرلمانية مارينا أبرامكينا إن منطقة شمال القفقاس هي منطقة من روسيا لا يوجد فيها مجرمون فقط بل أغلب قاطنيها أشخاص عاديون واعتبرت أن تصريحات باستريكين تقلل من هيبة الإدارة الروسية التي تولي أهمية كبرى لمشاكل المنطقة وتسعى جاهدة لحلها.
أما ممثل الداغستان في مجلس الدوما حجيميت سفر علييف فأعرب عن رفضه القاطع للاقتراح.
كما انضم ممثل القبردي ـ بلقار في مجلس الفدرالية الروسية البرت كاجاروف لمعارضي الاقتراح الذي وصفه بأنه "مبادرة منافية للقانون لا يمكن السماح بها بتاتا" وتحدث عن تلقيه العديد من المكالمات الهاتفية من أشخاص أعربوا عن استيائهم البالغ من تصريحات باستريكين.
رئيس أوسيتيا الشمالية السابق الكسندر دزاسوخوف أيضا استغرب طرح مثل هذه الفكرة مذكرا بأن الممثل الخاص للرئاسة الروسية الكسندر خلوبونين التقى قبل فترة وجيزة نوابا من شمال القفقاس بحث معهم سبل تطوير المنطقة وجعلها مركزا للسياحة والاصطياف وقام بتوزيع المهام بهذا الخصوص. وتحدث دزاسوخوف قائلا: "مباشرة بعد هذا اللقاء طرح باستريكين فكرة أخذ البصمات وأرقام لوحات السيارات. إذا ما نوقشت في الصباح وعلى المستوى الحكومي سبل تطوير البنية التحتية لشمال القفقاس باعتبار مواطنيها جزءا لا يتجزأ عن الدولة الروسية، ثم عند المساء بدأ مسئولون رفيعو المستوى بتقسيم السكان إلى صنف أول وثاني فكيف يجب فهم ذلك؟ … على جهاز الأمن الاهتمام بعمله وعدم ترويع السكان".
أما رئيس المركز الروسي لحقوق الإنسان "ميموريال" أوليغ أورلوف فأكد أن شعوب شمال القفقاس ستعتبر هذه الخطوة إهانة وتمييزا عرقيا ضدها وهو ما سيؤثر سلبا وبدرجة كبيرة على العلاقات بين الأقوام المختلفة مشددا على أن تصرفا كهذا لا مكان له في دولة متقدمة. وانضمت لهذا الرأي أيضا رئيسة مجموعة هلسنكي في موسكو لودميلا أليكسييفا التي تساءلت لماذا يشمل هذا التمييز منطقة شمال القفقاس تحديدا دونا عن سواها واقترحت أخذ بصمات بيروقراطيي أجهزة الدولة لأنهم ـ وفي حال وقوع أي جريمة ـ يدخلون في فئة المشتبه بهم أكثر من الأشخاص العاديين في شمال القفقاس.
من جهته أشار ألفي كريموف الناطق باسم الرئيس الموالي لروسيا في الشيشان رمضان قاديروف إلى أن هذه التصريحات لم تكن لتسبب أية ردة فعل لو أنها شملت جميع مواطني روسيا وقال: "إن دستورنا واحد بالنسبة لجميع المواطنين".
صوت مؤيد
أما نائب رئيس مجلس الفدرالية يوري فوروبييف فلم يرى في الاقتراح شيئا مخالفا للقانون وقال إن أخذ البصمات إجراء اعتيادي مطبق في العديد من دول العالم فلا أحد في أمريكا يستاء من النظام الذي يستوجب أخذ بصمات كل من يغادرها مردفا: "يجب عدم النظر لاقتراح السيد باستريكين كتمييز أو إهانة، لقد قدم رئيس لجنة التحقيق اقتراحا ينبغي فقط دراسته بشكل مفصل".