حملة حرجة من أجل تحالف جورجي – شركسي

الجزء الثانيفهيم طاشتكينتهجير الشركس أم تهجير القفقاسيين؟في الجزء الأول من المحاضرة قدّم المشاركون الأديغيون أوراق بحث حول إبادة الشركس وشهد هذا الجزء النقاشات المعتادة حول ما إذا كانت الهوية الشركسية تضم الشعوب القفقاسية الأخرى أم لا.  وأكد الممثلون الشيشانيون وعلى الأخص مسليموف أنه من الخطأ قصر الأمر على الأديغيين فقط عند الحديث عن التهجير والإبادة وشدد على ضرورة التعميم في هذا الخصوص.أما أللا دوداييفا فأشارت إلى استمرار الإبادة المرتكبة بحق الشعب الشيشاني ولفتت إلى أن الشعوب القفقاسية الأخرى تتقاسم أيضا المصير ذاته داعية البرلمان الجورجي للاعتراف بالإبادة وإعلان يوم لاستذكار ضحاياها.وفي نهاية المؤتمر عمد الشيشانيون لنشر بيان يدعو البرلمان الجورجي للاعتراف بإبادة كافة الشعوب القفقاسية بعد أن رأوا أن الأديغيين دعوا البرلمان في بيانهم للاعتراف بإبادة الشراكسة فقط.وتحدثت الصحفية فاطمة تليسوفا، التي انتقلت للعيش في أميركا بسبب الضغوط التي واجهتها في وطنها الأم، بلغة عاطفية عن وضع قريتها وعن الإبادة من خلال تجاربها الخاصة التي أطلقت عليه اسم "إبادة شخصية". أما مراد برزج رئيس المؤتمر الشركسي في مايكوب والذي ـ شأنه كشأن تليسوفا ـ غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية هربا من التهديدات والضغوط التي تعرض لها جراء إطلاقه حملة تطالب الكرملين بالاعتراف بإبادة الشركس، فتطرق عبر اتصال أجري معه بواسطة الأقمار الصناعية للحديث عن صحوة شركسية بخصوص الإبادة وأولمبيات سوتشي. من جهته امتدح البروفيسور الاسكتلندي الأصل نورمان ستون من جامعة أكسفورد ـ والذي يتبع نهجا قوميا يضاهي نهج القوميين الأتراك في النقاشات الدائرة حول إبادة الأرمن ـ فامتدح الشراكسة لأنهم لا يستجدون الشفقة لأنفسهم كما يفعل الأرمن والإيرلنديون في المهجر ونصح ‘بالتخلي عن استجداء الشفقة بالحديث عن الإبادة’. كما أشار إياد يوغهار إلى استمرار إبادة الشركس ثقافيا ولغويا لدى حديثه عن وضع المهجر الشركسي في أمريكا. وتطرقت الناشطة الشركسية الأمريكية ليزا جركسي إلى الحملة التي يقوم بها الشراكسة ضد أولمبيات سوتشي بالتزامن مع أولمبيات فانكوفر. وتحدث جوهني هاغور من الولايات المتحدة الأمريكية عن الوضع القائم في شركسيا مرفقا شرحه بخرائط توضيحية. ومن قرية كفركما إحدى القريتين الشركسيتين في الأراضي المحتلة سرد علي حاديش تجاربه أثناء عمله في راديو الأديغي. ومن الأردن تحدث العسكري المتقاعد عادل بشكاوي عن التهجير بشكل عام. وتطرق يحيى خون من شراكسة الأراضي المحتلة إلى النضال الذي خاضه الإمام شامل كما تحدث موشيه غامر ـ وهو إسرائيلي يهودي ـ عن حركة السكان بين عامي 1774 و1944.وكان من أبرز أوراق العمل الورقة التي قدمت حول الوثائق التي حصل عليها علي برزج أثناء بحثه في أرشيف الإمبراطورية الروسية الذي فتحته جورجيا قبل بضعة أشهر أمام الباحثين كخطوة أولى وملموسة لانفتاحها تجاه الشراكسة. وكان بين تلك الوثائق وثائق لمقابر جماعية تقع في الأماكن التي ستقام فيها أولمبيات سوتشي الشتوية.

وقدم بروفيسور التاريخ نيكو جافاخيشفيلي من جامعة جافاخيشفيلي ورقة عمل حملت عنوان "مشاطرة الجورجيين الشراكسة آلامهم خلال الفترة المؤلمة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر". إلا أن ورقة العمل هذه لم تقدم أكثر من نماذج عما كتبته الصحف الجورجية حول الأحداث التي وقعت خلال التهجير.

وفي اليوم الثاني تطرق المؤتمر إلى قضايا مثل عملية احتلال شمال شرق القفقاس عبر التاريخ والوضع في داغستان والشيشان وأنغوشيا والمشاكل المعاصرة التي تعيشها المنطقة بما في ذلك أحداث نالتشك 2005. وكان من المتحدثين في هذا اليوم الباحث الشيشاني ماهر بيك فاتشاغاييف، ومن بلجيكا البروفيسور ماريا بينغسين، والكاتب والصحفي الداغستاني دونوغو حجي مراد بالإضافة إلى أندريه بابتسكي من إذاعة أوربا الحرة، ومراسلة صحيفة لوموند صوفي شهاب، وأنزور مسخادوف نجل أصلان مسخادوف، والباحث فاليري دزوتيسيف، ومن القبردي ـ بلقار المحامية لاريسا دوروغوفا، ورئيسة منظمة الأمهات الداغستانيات سفيتلانا دوروغوفا.

وشعر المشاركون الشراكسة بالاستياء بسبب تركيز الجلسات على "إبادة الأذريين والأرمن واليهود" وابتعادها عن مناقشة المشاكل المعاصرة لشمال القفقاس.

وقد عُزي سبب عدم حضور متحدثين أديغيين من القبردي – بلقار والقرشاي ـ شركس للمشاركة بأعمال المؤتمر إلى "التهديدات الروسية" وكان من اللافت للنظر أيضا تغيب بول غوبلي أحد المتحدثين الهامين. وبالطبع سرت أقاويل عن "انسحاب البعض من المؤتمر من أجل عدم الانخداع باللعبة الخطيرة التي تلعبها تفليس". وهناك أمر آخر ينبغي التركيز عليه ألا وهو عدم تقديم أي شخص من تركيا ـ التي تعتبر مركزا للمهجر القفقاسي ويقطنها ثلاثة ملايين شركسي على الأقل ـ ورقة عمل أثناء المؤتمر في حين أظهر المشاركون الجورجيون نشاطا منقطع النظير فكان نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان وأحد أبرز أسماء الثورة المخملية في جورجيا جورجي كونديلاكي البالغ من العمر 26 عاما، والنائب نوغزار تسيكالوري، وغيا تورتلادزي يستلمون دفة الكلام بعد كل متحدث تقريبا لطرح نظرياتهم والتشديد على ضرورة أن تكون جورجيا صوتا للقفقاس والحديث عن أن روسيا كررت عام 2008 سياسة التطهير العرقي والاحتلال كما أكدوا على أن نجاح جورجيا سيكون نجاحا للقفقاس برمته.

مشروع قرار الاعتراف بالإبادة

كان الأمر الذي يتوقعه المشاركون الشراكسة من هذا المؤتمر ـ الذي بدا بمثابة "لعبة خطرة" بالنسبة للغالبية ـ هو تشكيل جدول عمل سياسي عن الإبادة يحظى بمصادقة البرلمان الجورجي في نهاية الأمر. وفي هذا الإطار قُدم مشروع قرار ينص على الاعتراف بالإبادة لثلاثة نواب جورجيين خلال اجتماع عقد بالتوازي مع المؤتمر. ووقع المشاركون الشراكسة على مشروع القرار أمام عدسات الكاميرا قبل تسليمه للنواب. وتضمن المشروع المطالب التالية:

       شجب الأعمال التي قامت بها الإمبراطورية الروسية في القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين وال&#