طريق الحرير الجديد: باكو ـ تفليس ـ قارصقارص ـ بحضور كل من الرئيس التركي عبد الله غول والجورجي ميخائيل ساكاشفيلي والأذربيجاني إلهام علييف تم وضع حجر الأساس لمشروع خط السكة الحديدية باكو ـ تفليس ـ قارص.
وشارك في الحفل الذي جرى في محطة قطارات قارص وزير الدولة ونائب رئيس الوزراء التركي جميل جيجيك والعديد من مسؤولي وزارة المواصلات التركية. وعلقت في مكان الاحتفال لافتات مكتوبة باللغات التركية والأذربيجانية والجورجية إلى جانب أعلام الدول الثلاث.
وبعد إلقاء كلمات الافتتاح قام كل من الرئيس الأذربيجاني علييف والجورجي ساكاشفيلي والتركي عبد الله غول برسم الجزء الذي سيمر من بلادهم من خط السكة الحديدية.
لقاءات ثنائية
وبعد الانتهاء من مراسيم الافتتاح أجرى الرئيس التركي غول لقاءات ثنائية منفصلة مع نظيريه الأذربيجاني والجورجي وبعد ذلك أقيمت مأدبة غداء على شرف الرئيسين الضيفين.
وكانت مجموعة تشيلكلير ـ أوزغون التركية قد فازت بمناقصة تنفيذ المشروع التي طرحت شهر أيلول/سبتمبر من العام الماضي بتقديمها عرض بقيمة 290 مليون ليرة تركية.
ويتألف المشروع، المتوقع الانتهاء من تنفيذه عام 2011، من ثلاث مراحل ستقوم تركيا بتنفيذ الجزء الواقع منه على أراضيها والبالغ طوله
ومع الانتهاء من تنفيذ مشروع نفق مرمراي، الذي يجري العمل فيه حاليا تحت مياه مضيق البوسفور ليصل بين شطري اسطنبول، سيكون ممكنا نقل البضائع عبر خطوط السكة الحديدية من أوربا حتى الصين دون توقف. وبهذا الشكل سيتم التحول بالكامل إلى نقل البضائع بين أوربا وآسيا الوسطى بواسطة خطوط السكة الحديدية.
ويتوقع أن تصل استطاعة المشروع على المدى المتوسط إلى 30 مليون طن من البضائع سنويا. وإذا ما أضفنا الأهمية الإستراتيجية لهذا المشروع إلى الأهمية التي تتمتع بها خطوط السكة الحديدية التركية التي تنقل 19.5 مليون طن من البضائع سنويا فإنه يبدو جليا أن خط باكو ـ تفليس ـ قارص سيشكل موردا لا يستهان به بالنسبة لتركيا.
ماذا قالوا؟
وزير المواصلات التركي بن علي يلدرم
لفت وزير المواصلات التركي بن علي يلدرم إلى أنه من المقرر أن ينقل هذا الخط لدى انتهائه مليون راكب و6.5 مليون طن من البضائع في المرحلة الأولى. كما تحدث يلدرم عن المراحل التي مر بها المشروع شارحا: "إن المشروع الذي نقوم اليوم بإلقاء حجر الأساس له يرجع تاريخه إلى 15 عاما خلت. بتاريخ 20 كانون الأول/ديسمبر 2004 اجتمعت في تفليس مع وزيري المواصلات الجورجي والأذربيجاني وقررنا تنفيذ المشروع. ويعتبر قرار ربط باكو ـ تفليس ـ قارص بخط سكة حديدي من أهم القرارات الرامية لإعادة إحياء طريق النقل الممتد من الشرق الأقصى إلى غرب أوربا والذي خدم الإنسانية على مر قرون. أما الشكل النهائي للمشروع فقد اتخذ خلال اجتماع عقد في الأستانة بتاريخ 27 تموز/يوليو 2006 بمشاركة تركيا وأذربيجان وجورجيا وكازاخستان وجمهورية الصين الشعبية تم خلاله عقد اتفاقات ثلاثية وخماسية. وكانت المرحلة الأخيرة التي مر بها المشروع بتاريخ 7 شباط/فبراير 2007 حيث اتخذ كل من رئيسي جورجيا وأذربيجان ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قرارا بتنفيذه لتزال بهذا الشكل كافة العوائق التي كانت تقف أمام تنفيذه".
وأكد يلدرم على أن هذا المشروع سيشكل مع مشروع مرمراي طريقا للحضارة يمتد حتى لندن معربا عن أمله بأن يكون هذا الطريق طريقا للصداقة والأخوة.
الرئيس التركي عبد الله غول
أشار الرئيس التركي عبد الله غول إلى أن إلقاء حجر الأساس لهذا المشروع الكبير قد تم في بلاده ووصف المشروع بأنه خطوة نحو إعادة إحياء طريق الحرير التاريخي. وأكد غول أن المشروع لن يصل بين أذربيجان وجورجيا وتركيا فحسب بل سيصل كذلك بين الصين ولندن. وقال الرئيس التركي أن العلاقات الاقتصادية ستنتعش بشكل كبير لدى الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع الذي سيلعب دورا هاما بتطوير العلاقات الثقافية أيضا.
وأشار غول إلى أن القفقاس تعتبر منطقة اقتصادية جديدة غير معلنة. كما أشاد بالعلاقات المتعددة التي تربط بين بلاده وجورجيا والعلاقات القائمة بين بلاده وأذربيجان التي وصفها بأنها "جيدة جدا". وأفاد غول بأن هذه المنطقة الاقتصادية ستشهد المزيد من الانتعاش في المستقبل مؤكدا أن الإرادة السياسية للدول الثلاث هي التي أفضت لحصول هذه التطورات الإيجابية. وأكد غول على أن التعاون والتطور الاقتصادي في المنطقة سينعكس إيجابا على شعوب الدول الثلاث لافتا إلى أنه سيتم تنفيذ مشاريع جديدة مستقبلا.
الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي
أكد الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي على أن مشروع باكو ـ تفليس ـ قارص ليس مجرد مشروع سكة حديدية فحسب بل هو مشروع يحمل مغزى اقتصاديا وثقافيا وتاريخيا وقال أن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير في دفع العلاقات الجورجية ـ التركية قدما حيث سيفتح قنوات جديدة للنقل وأبوابا حدودية بين البلدين. كما ذكر ساكاشفيلي أن تطور العلاقات التركية ـ الأذربيجانية سيساهم أيضا في نمو وتقدم بلاده.
وأفاد الرئيس الجورجي إلى أنه بفضل المشروع لن تبقَ جورجيا جزءا من أوربا فقط بل ستصبح جسرا متينا يصل بين أوربا وآسيا. وأشار ساكاشفيلي إلى أن هذا النوع من المشاريع سيؤتي ثماره مستق