توآبسه/وكالة أنباء القفقاس ـ رغم حصول أديغة منطقة الشابسوغ على وضع "الشعوب قليلة العدد" إلا أنهم لا يزالون محرومين من الحقوق القانونية التي يمنحها لهم هذا الوضع مما دفعهم لمناقشة السبل التي يتعين عليهم سلكها لنيل حقوقهم.
في هذا الإطار عقدت الأديغة خاسه (المجلس المدني) للشابسوغ المقيمين على طول ضفاف البحر الأسود بتاريخ 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2007 مؤتمرا في مركزها ببلدة لازاريفسكي بمشاركة 70 شخصا. وتقرر خلال المؤتمر مقابلة والي كراسنودار كراي ألكسندر تكاتشيف لبحث سبل ضمان حقوق الشابسوغ الذين يعتبرون فرعا من الأديغي.
ولفت أيدمير تخاغوشيف، الذي كان من ضمن المشاركين، إلى أن المباحثات التي تجري منذ عشر سنوات مع مسؤولين من الفدرالية الروسية حول هذا الخصوص لم تسفر عن التوصل لأية نتيجة مما يؤكد الحاجة لاتباع طرق قانونية أخرى، وتحدث قائلا: "يجب التفاوض بالطبع لكن إذا كانت المفاوضات لا تجدي نفعا فيجب حينها التوجه إلى القضاء". وأشار تخاغوشيف إلى الاستعدادا حاليا للتوجه إلى القضاء مردفا أنه في حال عدم الحصول على النتيجة المرجوة من المحكمة المحلية سيتم رفع الأمر إلى المحكمة الفدرالية العليا وفي حال عدم الحصول على نتيجة منها أيضا سترفع القضية إلى المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان.
وأعرب أيدمير تخاغوشيف عن اعتقاده بأن فكرة بحث الأمر وحله مع والي كراسنودار كراي أولا قد طرحه فرع حزب روسيا المتحدة الحاكم في كراسنودار.
وأشار المشاركون إلى أن الدعاوى المقامة تفتقر للوثائق اللازمة التي تثبت استيطان الشابسوغ لهذه المنطقة مما يستدعي إجراء بحوث إثنية ـ سياسية للعثور على وثائق وإثباتات. وقال تخاغوشيف أن هذا الأمر كان قد نوقش خلال اجتماع عقد شهر نيسان/أبريل الماضي وتقرر فيه تولي الأديغة خاسه تلك المهمة إلا أن الخلاف حول اسم الباحث الذي سيتولى المهمة حال دون تحقيق ذلك وأضاف تخاغوشيف أنه تم الآن اقتراح اسم زارو بيك شو لتولي الأمر.
كما أعرب تخاغوشيف عن أمله بأن يسفر التوصل إلى الوثائق المطلوبة عن حصول الشابسوغ على نتائج إيجابية من الدعاوى التي أقاموها أو التي سيقيمونها في سوتشي وتوآبسه. حيث لفت إلى أن المحكمة كانت قد أقرت بحقوق وامتيازات الشابسوغ لدى نظرها بدعوى أقيمت في توآبسه إلا أنها نقضت حكمها بعد أن توصلت إلى نتيجة أن الشابسوغ لا وجود لهم في المدينة. وكان السبب الرئيسي في ادعاء المحكمة ذلك هو تسجيل الشابسوغ كأديغي في إحصائيات عام 2005. بناء على ذلك قررت الأديغي خاسه خلال اجتماع نيسان/أبريل البدء بحملة جمع تواقيع لتثبت أن الأديغي الذين ورد ذكرهم في إحصائيات عام 2005 هم الشابسوغ أنفسهم وليس أحد سواهم. لكن حتى هذه الحملة لم تقام.
وأشار تخاغوشيف إلى أن عدم إلقاء الخطوات اللازمة يولد جوا من البلبلة والانزعاج وأردف مسترسلا: "إن الإدارة تحاول مغازلة الدولة وحسب رأي فإن الإدارة تفعل هذا على الدوام ومنذ عدم تمكن الشابسوغ من تشكيل منطقتهم القومية الخاصة واعتبارهم عوضا عن ذلك من الشعوب قليلة العدد في كراسنودار كراي. إن سياسة كهذه لن تجلب نفعا أبدا لأن الدولة أيضا تلعب حسب قواعدها وهي لا تخسر أبدا."