اللغات الأم في القفقاس على حافة الانقراض

شركس/وكالة أنباء القفقاس ـ نظمت الجامعة الحكومية في جمهورية القرشاي ـ شركس في مدينة تيبردا المؤتمر الرابع للغات الأم التي تواجه خطر الانقراض بمشاركة علماء لغويين معروفين من جمهوريات أبخازيا والقبردي ـ بلقار والقرشاي ـ شركس والأديغي والداغستان بالإضافة إلى موسكو وستافروبول وبيتوغرسك وتومين وإسبانيا.

ولفتت المحاضرة إلى الخطر الذي يتهدد اللغات الأم في شمال القفقاس حتى الرسمي منها.

وقدم البروفيسور باكو خنجري من القبردي ـ بلقار بحثا تطرق خلاله إلى صعوبة استخدام اللغات القبردي في القبردي ـ بلقار والقرشاي والشركسية في القرشاي ـ شركس والأديغي في جمهورية الأديغي في الدوائر الحكومية وفي مجال التجارة رغم كون هذه اللغات لغات رسمية في الجمهوريات المذكورة. وأكد خنجري على أن تدريس اللغات الأم بشكل محدود وإصدار صحف وبث إذاعي وتلفزيوني بها ليس كافيا لإبقائها حية واستطرد بالقول: "إن هذه اللغات لا تستخدم في الدوائر الحكومية في عواصم جمهورياتنا مايكوب وشركس ونالتشك. كما لا توجد أية لافتات مكتوبة باللغة الأم على مداخل المؤسسات الاجتماعية والمحال التجارية. أما تحدث الناس بلغتهم الأم في الشارع فهو أشبه ما يكون بحديث شخص جاء من مكان بعيد مع مترجمه. أضف إلى ذلك أن معظم البحوث العلمية التي تجري حول اللغات الأديغي والقرشاي والبلقار تجري باللغة الروسية. إنه لأمر مثير للعجب حقا أن نتعلم لغتنا الأم بواسطة اللغة الروسية! بعبارة أخرى فإننا مستعدون بنسبة 90% للعولمة. ليست هناك أية مجموعة من العلماء تجري أبحاثا في مجال استخدام المصطلحات في بلدنا، إن نصف الكلمات التي نستخدمها لدى تعلم لغتنا الأم وتعلم أدبنا هي كلمات أتت من اللغة الروسية أو من لغات أخرى وهذا هو سبب عدم اهتمام شباننا الذين نريد منهم تعلم لغتهم الأم وأدبهم بتعلمها. ودعونا لا نتحدث أبدا عن المصطلحات المستخدمة في المجال الاجتماعي ـ السياسي لأن الطلاب عندما يفتحون كتبهم على هذه النصوص يكتفون بالنظر إلى الصور وقلب الصفحة فالشروحات المرافقة لا تلفت نظرهم أبدا."

واقترح خنجري تشكيل مجموعة عمل تتولى القيام ببحوث حول المصطلحات المستخدمة في اللغات الأم وقد حظي اقتراحه بدعم تام من المشاركين.

وإلى جانب المشاكل المتعلقة باللغات الأم للشعوب قليلة العدد تناولت المحاضرة المصاعب التي يواجهها العالم في زمن العولمة.

وقد أرسل كل من غابونيا زينايدا من نالتشك وثيرادو رافائيل من إسبانيا، اللذان تغيبا عن المحاضرة، بحثان حول العولمة واللغات الأم.